اندلعت أول أمس، مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن بدائرة تقرت ولاية ورقلة خلفت قتيلان ونحو 20 جريحا، هذه الأحداث الأليمة التي شهدتها المنطقة كانت بسبب الاحتجاجات التي قام بها سكان المنطقة بسبب التأخر في توزيع قطع أراضي للبناء وعدم الربط بالمياه الصالحة للشرب، حيث قاموا بقطع الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين حاسي مسعود وورقلة. عاد سيناريو المواجهات الدامية إلى الواجهة ليضرب من جديد ولايات جنوب الوطن بعد الأحداث الأليمة التي عاشتها ولاية غرداية لكن هذه المرة بولاية ورقلة التي عاشت مساء الجمعية الماضية مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن الوطني أدت إلى وفاة شخصان ويتعلق الأمر بقتيلين في العشرينات من العمر في صفوف المتظاهرين فيما بلغ عدد الجرحى بين المتظاهرين وأفراد قوات حفظ الأمن نحو 20 جريحا بعضهم في حالة خطيرة، فيما غادر بعض المصابين مستشفى تقرت بعد تلقيهم الإسعافات الطبية اللازمة. وقد نشبت هذه المواجهات إثر احتجاج عدد من المواطنين بحي دراع البارود ببلدية النزلة بضواحي مدينة تقرت بسبب التأخر في توزيع قطع أراضي للبناء وعدم الربط بالمياه الصالحة للشرب، حيث قام هؤلاء الشباب بغلق الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين حاسي مسعود وورقلة لمدة ثلاثة أيام واندلعت الاشتباكات عندما هاجم المتظاهرون مركز للشرطة، ما أدى إلى حدوث فوضى عارمة في الطريق، وعدم تمكن المركبات من المرور، لتتدخل قوات الشرطة التي قامت باقتلاع الخيمة التي نصبها المحتجون، ما تسبب في اندلاع مواجهات عنيفة، بين الطرفين بعد فشل المفاوضات التي حاول من خلالها مسؤولو أمن الدائرة إقناع المعتصمين بضرورة إنهاء الاحتجاج الذي نجم عنها تعطيل مصالح المواطنين. وقد تطورت الاحتجاجات إلى صدامات في المساء، حيث شهدت الأوضاع انزلاقا أكثر دموية بعد محاولة المحتجين اقتحام مركز للشرطة، قبل أن تندلع مواجهات دامية، وحسب مصدر أمني فإن المأساة وقعت عندما هاجم 700 متظاهر مركزا للشرطة لإطلاق سراح 14 من مثيري الشغب ألقي عليهم القبض من قبل الشرطة، حيث هاجم المتظاهرون المركز بواسطة قنابل المولوتوف، لتتسبب المواجهات في قتيلين و20 جريحا، ويضيف ذات المصدر أن المديرية العامة للأمن الوطني أطلقت تحقيقا لتحديد الظروف الدقيقة لهذه الحادثة الأليمة التي أودت بحياة شابين في مقتبل العمر وأدخلت المنطقة في فوضى كبيرة. وكان المواطنون المحتجون قد شرعوا في اعتصام بنصب خيمة قبل نحو 10 أيام، احتجاجا على العديد من النقائص التي يعاني منها حيّهم الشعبي، أين تعاني طرقاته من الاهتراء الفاضح، ناهيك عن التدهور الكبير في شبكة الصرف الصحي. ورغم الزيادة الرهيبة في عدد سكان الحي، إلا أن منطقتهم لم تظفر بأي مخصصات سكنية أو قطع أراض صالحة للسكن أو الفلاحة منذ سنوات، كما يُعتبر عامل البطالة لدى معظم المحتجين، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس.