أسفرت الانتخابات التونسية المزدوجة- الرئاسية والتشريعية- عن فوز الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بنحو 89.62 بالمئة من الأصوات ،فيما حصد حزب الرئيس –التجمع الدستوري الديمقراطي- الأغلبية المقررة في البرلمان بنحو 75 بالمائة من المقاعد.. وجاء في المركز الثاني محمد بوشيحة مرشح حزب الوحدة الشعبية بنحو 5 بالمئة من الأصوات ، ثم احمد الاينوبلي مرشح الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بنحو 4 بالمئة ، ثم احمد ابراهيم مرشح التجديد الذي نال أضعف نسبة أصوات. وعن الانتخابات التشريعية ، فقد تقدم حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم بأشواط كبيرة على منافسيه الثمانية في المعارضة، حيث حصل الحزب الحاكم على 161 مقعدا، وفازت ستة من ثمانية أحزاب خاضت الانتخابات بالمقاعد ال 53 المتبقية. وواجه بن علي البالغ من العمر 73 عاما ويحكم تونس منذ 22 عاما ثلاثة منافسين في الانتخابات منهم اثنان يؤاخذ عليهما عدم انتقاد الرئيس واعترف الثالث بأنه لا يمكن أن يفوز. وزعمت جماعات دولية لحقوق الإنسان أن الحملة الانتخابية جرت في »جو من القمع«، ورد بن علي قبل ساعات من بدء التصويت قائلا »إن الانتخابات ستكون ديمقراطية« ومتهما معارضيه بنشر الأكاذيب. وكان الرئيس بن علي قد ألقى مساء السبت خطابا بعد يوم من انتهاء الحملة الانتخابية ندد فيه ب»قلة من التونسيين الذين لا يتورعون في هذا الوقت بالذات عن الالتجاء إلى الخارج للاستقواء بأطراف أجنبية وشحنها ضد بلادهم والتشكيك في انجازاتها ومكاسبها«. واستطرد الرئيس التونسي بقوله: »وقد هان على هؤلاء شرف الانتماء إلى تونس وما يفرضه عليهم من أخلاقيات الحياء والتحفظ إزاء كل ما يسيء إلى وطنهم فلم يقدروا للوطن قداسة ولا حرمة ووصلت بهم الجرأة على الافتراء والتحريض إلى شن حملة يائسة لدى بعض الصحافيين الأجانب ليشككوا حتى في نتائج الانتخابات قبل أن تقع«. وبعد أن تعهد بن علي بألا »يسمح بأي تجاوز أو تدليس أو تزييف لإرادة الشعب«، توعد بتطبيق القانون »بالحزم نفسه كذلك ضد كل من يتهم أو يشكك في نزاهة العملية الانتخابية دون إثبات وبراهين«. وتولى بن علي السلطة في عام 1987 عندما أعلن الأطباء أن سلفه الحبيب بورقيبة أصبح عاجزا عن الحكم بعد أكثر من ثلاثين عاما في السلطة، وفاز بن علي في آخر انتخابات جرت قبل خمس سنوات – عام 2004- وحصل على 94.4% من الأصوات.