كما كان متوقعا فاز الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعهدة رئاسية خامسة في الانتخابات الرئاسية أول أمس وحصوله على 89,62 في المئة من الأصوات المعبر عنها وفق النتائج النهائية والرسمية التي أعلنت وزارة الداخلية التونسية صباح أمس. وحسم الحزب الدستوري الديمقراطي الحاكم من جهته أمر الانتخابات النيابية بعد فوزه ب161 مقعدا نيابيا بما يعادل 75 بالمئة من إجمالي أصوات البرلمان التونسي المقدرة مقاعده ب214 مقعدا بينما عادت المقاعد ال53 المتبقية لثمانية أحزاب دخلت هذه المنافسة الانتخابية. وتوزعت المقاعد النيابية على حزب التجمع الوحدوي للمرشح بوشيحة ب12 مقعدا وحزب أحمد اينوبلي ب9 مقاعد والتجديد بمقعدين نيابيين فقط بينما حصل الحزب الاجتماعي الليبرالي على ثمانية مقاعد وحزب الخضر والرقي على ستة مقاعد وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين على 16 مقعدا نيابيا. وضمن الرئيس زين العابدين بن علي بفضل هذا الفوز عهدة رئاسية خامسة بعد أن حكم تونس منذ إعفاء الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في نوفمبر سنة 1987 بسبب عدم قدرته على إدارة شؤون البلاد لتدهور حالته الصحية. وتمكن الرئيس بن علي من الظفر بكرسي الرئاسة في قصر قرطاج بعد أن تقدم بفارق كبير على منافسيه الثلاثة محمد بوشيحة مرشح حزب الوحدة الوطنية الذي حل ثانيا ولكن بحصوله على 5,01 فقط من أصوات الناخبين بينما حل مرشح الاتحاد الديمقراطي الوحدوي محمد اينوبلي ثالثا ب3,80 صوت ولم يحصل المرشح أحمد إبراهيم عن ائتلاف ثمانية أحزاب حملت اسم حزب التجديد سوى على1,57 بالمئة من أصوات 5,3 مليون ناخب تونسي. وسبق للرئيس بن علي أن تعهد في الحملة الانتخابية التي قادها حزبه لهذه الانتخابات المزدوجة بتقليص نسبة البطالة إلى أدنى مستوياتها بعد أن بلغت 14 بالمئة من إجمالي اليد العاملة التونسية ورفع معدل الدخل الفردي الخام بنسبة 40 بالمئة بحلول سنة 2014 تاريخ نهاية عهدته الجديدة من خلال تشجيع الاستثمارات الأجنبية على اقتحام السوق التونسية وأيضا من خلال تطوير الصناعة السياحية التي تعتبر المصدر الأول للعائدات بالعملة الأجنبية لبلاده. للإشارة فإن الرئيس التونسي الذي تمكن من تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ لبلاده وتجنيب تونس تبعات الأزمة الاقتصادية الحالية تولى السلطة قبل 22 عاما وسط ترحيب مختلف الفعاليات السياسية التونسية بعد أن تمكن من استخلاف الرئيس التاريخي لتونس الراحل بعد تقدمه في السن وتدهور حالته الصحية. ويتبنى الرئيس بن علي ضمن مقارباته السياسية فكرة الديمقراطية المرحلية الهادئة بعيدا عن أي تسرع كانت بدايته فتح المجال السياسي أمام أحزاب المعارضة التي مكنها ذلك ولأول مرة من دخول البرلمان سنة 1994 أعقبها سنة 1999 إجراء أول انتخابات رئاسية تعددية أيضا. وأكد المراقبون الدوليون الذين راقبوا هذه الانتخابات أنها جرت "وفق المعايير والقواعد الدولية ولم يسجل أي حدث"، وقال سيدني أسور رئيس بعثة المراقبة الدولية أن "الاقتراع جرى وفق القواعد الدولية" مضيفا أن "الناخبين صوتوا في كنف الهدوء ولم يسجل أي حدث". وأشار رئيس لجنة المراقبة التابعة للاتحاد الإفريقي بن يمين بن كولو إلى "السير الجيد للاقتراع" مؤكدا أن "الانتخابات جرت وفق المعايير الديمقراطية".