أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الجمعة أن فرنسا "تشهد محنة بكل معنى الكلمة". وقال في كلمة له خلال اجتماع بمقر وزارة الداخلية الفرنسية أن "فرنسا تحت وقع الصدمة وما زالت عملية القبض على مرتكبي جريمة "شارلي ابدو" مستمرة". وأضاف ان "المهمة الاساسية حاليا هي ضمان أمن وسلامة المواطنين الفرنسيين وانه يتعين على الشرطة حشد كل الموارد لدرء المخاطر لطمأنة الفرنسيين بأنهم يعيشون في دولة تلتزم القانون". وشدد في هذا الصدد على ضرورة ضمان أمن المظاهرات التي تجري والتي يمكن ان يشارك فيها الجميع "دون تضييق" داعيا جميع الفرنسيين الى المشاركة الأحد المقبل في مسيرة "الجمهورية" بباريس و بجميع أنحاء البلاد. ودعا كافة الفرنسيين الى التأكيد على انهم عازمون على العيش معا ويرفضون الاستفزاز لافتا الى "ضرورة تعزيز الوقاية من الاعمال الارهابية التي قد تتكرر". وقال ان بلاده ستتمكن "من الصمود امام كل المحن وستكون قادرة على الوحدة"مضيفا "لقد تعرضنا في العقود الاخيرة لهجمات ذات طابع ارهابي وتم احباط عمليات ارهابية في الأشهر الأخيرة"مشددا على ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة لضمان أمن و سلامة المواطنين التي "تعد المهمة الرئيسية"على حد قوله. ودعا قوات الأمن الى إظهار في كل محافظاتفرنسا ان "الدولة حاضرة لتؤدى دورها لنشر كل الموارد لدرء المخاطر" و طمأنة المواطنين انهم يعيشون في "دولة تحترم القانون" من خلال خطة "فيجي بيرات" التي تم رفعها لحالة تأهب قصوى. وأشار إلى ان رئيس الوزراء الفرنسي "سيتعاون مع دول أخرى و ينسق معها لتبادل المعلومات" مؤكدا ان "رد فرنسا يجب ان يكون على المستوى الدولي والاوروبي". من جهة اخرى أكد هولاند ان "فرنسا تدخلت في مالي لمساعدة هذا البلد على استعادة وحدته الوطنية ولتحمي نفسها من المخاطر القادمة من الخارج التي تضاف الى المخاطر الداخلية". وكان الرئيس الفرنسي قد عقد في وقت سابق اليوم ثالث اجتماع أزمة بقصر الإليزي لبحث أخر تطورات البحث عن مرتكبي الهجوم على الصحيفة "شارلي إبدو" في منطقة "بيكاردي"شمال فرنسا. وبحث هولاند الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها لتأمين البلاد من خطر وقوع هجمات إرهابية أخرى. وصرح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف, عقب الاجتماع, بأنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في المنطقة التي يتواجد فيها الأخوان شريف وسعيد كواشي اللذين نفذا الهجوم المسلح على مجلة "شارلي إبدو" وبأن هناك عمليات واسعة جارية في هذه المنطقة.