اعتبر وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، أمس، أن الحوار السياسي مع باريس ودي وواعد، وأكد تطابق الرؤى بين الجزائروفرنسا بشأن الأزمتين الليبية والمالية، فيما أوضح وزير الخارجية الفرنسي دعم بلاده للوساطة الجزائرية لتسوية الأزمة في مالي. عاد الدفء إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية بدخول مرحلة جديدة توجت بزيارات متبادلة لمسؤولي البلدين، ويبدوأن باريسوالجزائر حريصتان على تعزيزها أكثر في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة، وعكست التصريحات التي أدلى بها رئيس الدبلوماسية الجزائرية ونظيره الفرنسي لوران فابيوس من العاصمة الفرنسية متانة العلاقات الثنائية، حيث أبرز الطرفان نوعية العلاقات الثنائية والشراكة المتميزة القائمة بين البلدين. واعتبر وزير الخارجية عقب محادثاته مع نظيره الفرنسي أن كل اللقاءات التي تجمع الجزائروفرنسا على جميع المستويات تسمح للبلدين بإضافة لبنة جديدة لصرح الشراكة المتميزة التي قرر الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وفرنسوا هولاند إقامتها. وأوضح لعمامرة أن المحادثات سمحت بتقييم المسائل الثنائية خاصة تحسبا للزيارة التي سيقوم بها فابيوس والوزير الفرنسي للاقتصاد والصناعة والرقمنة إيماونويل ماكرون في غضون شهر إلى الجزائر في إطار متابعة اللجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية الفرنسية، ورأى أن هذه الزيارة »ستسمح بدفع علاقاتنا الثنائية وتسهر على الحفاظ على أحسن وتيرة لتنمية هذه العلاقات«، معتبرا الحوار السياسي مع فرنسا منتجا ووثيقا ووديا وواعدا. وبشأن المواقف السياسية للبلدين حول القضايا الإقليمية والدولية، أكد لعمامرة أنه تناول مع نظيره الفرنسي وجهات النظر حول هذه القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأشار إلى مناقشة »الأزمة في مالي وفي ليبيا والخطر الإرهابي على المنطقة، واصفا رؤى الطرفين حول تسوية هاتين المسألتين ب»جد متطابقة«. وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه تمت مناقشة القضية الفلسطينية وكذا المبادرات والأفكار التي يعمل فابيوس على »ترقيتها داخل مجلس الأمن الأممي«، مضيفا أن »كل هذا يتطابق تماما مع نتائج القمة العربية الأخيرة التي انعقدت بشرم الشيخ«، كما استعرض الوزيران الوضع السائد في العالم العربي خاصة في اليمن حيث تبادلا »وجهات النظر والتحاليل« بخصوص الوضع في هذا البلد. ومن جانبه، رأى وزير الخارجية الفرنسي بخصوص العلاقات الثنائية أن مستوى الصداقة والتعاون بين البلدين »جد متميز«، قائلا»نحن نمضي قدما وبخطى ثابتة. وحول المسائل الإقليمية، أبدى فابيوس دعم بلده »التام« للوساطة التي تشرف عليها الجزائر من أجل تسوية الأزمة في مالي والإسراع في التوقيع من قبل جميع أطراف النزاع على الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى في الفاتح مارس الفارط بالجزائر، وقال »نحن ندعم تماما الوساطة الجزائرية في الحوار المالي وهي وساطة جد ناجعة وأتت بثمارها«، معتبرا استقرار المنطقة »الساحل« مرهونا بالمصالحة بين حكومة باماكو وحركات شمال مالي.
وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، وصف فابيوس الأزمة التي يعيشها هذا البلد ب»جد معقدة«بالنظر إلى انتشار الجماعات الإرهابية التي تهدد هذا البلد«، وأكد دعم بلده لجهود المبعوث الأممي إلى ليبيا برنادينوليون من أجل التوصل إلى »حل سياسي« للخروج من الأزمة في هذا البلد، مستعجلا »تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع بالشرعية وتسمح لهذا البلد بالمضي قدما«، مضيفا أن »الجهود المبذولة من قبل مختلف الجهات ناجعة لكن يجب أن تتجه صوب المبعوث الأممي«.