تعرف أسعار صرف عملتي الدولار واليورو ارتفاعا ملحوظا ب »بورصة بور سعيد« الموازية أو ما يُعرف ب»السكوار«، بالعاصمة وذلك أياما معدودة عن انطلاق أول رحلة لحجاجنا الميامين لأداء خامس ركن من أركان الإسلام والتي ستكون يوم 26 أوت الجاري، وقد تجاوز اليورو، أمس، عند البيع 16 ألف دج ل 100 يورو بينما بلغ سعر صرف 100 دولار 14 ألف و450 دج، وهي أسعار تبقى قابلة للارتفاع أكثر بحسب محتصين. أصبحت ظاهرة استغلال المناسبات لتحقيق الربح راسخة في عقول التجار الجزائريين سواء كانوا رسميين أو ينشطون فيما يُسمى الأسواق السوداء أو الفوضوية، هذا ما موقفنا عليه هذه المرة ببورصة »السكوار« الموازية لصرف العملات، فرغم الحرب التي شنتها ضدها السلطات الرسمية شهر أفريل الماضي والتي بلغت حد توهم البعض بتوجه الحكومة بشكل جدي نحو وضع حد لمثل هذه الأسواق وتعويضها بمكاتب صرف رسمية، إلا أن ذلك لم يتجسد على أرض الواقع وعادت هذه السوق بمرور الأيام إلى نشاطها السابق، وهي التي تعرف إقبالا من قبل كل الجزائريين المُسافرين نحو دول أجنبية في ظل غياب مكاتب صرف رسمية وضعف منحة السفر السنوية التي تمنحها الحكومة لمواطنيها. وموازاة مع اقتراب انطلاق الرحلات الخاصة بموسم الحج لهذا العام، تشهد هذه السوق انتعاشا ملحوظا منذ فترة، انتعاش دفع بعملتي اليورو والدولار إلى الارتفاع أكثر، خاصة والمناسبة تزامنت مع التدهور المتواصل الذي يعيشه الدينار الجزائري الذي انخفضت قيمته بنسبة بلغت 30 بالمئة في ظرف سنتين فقط، وهي سابقة في تاريخ هذه العملة التي أُنشئت سنة 1964. في هذا السياق، بلغ أمس سعر صرف اليورو عند الشراء 16 ألف و100 دج ل 100 يورو بينما بلغ سعر صرف 100 دولار ما يُعادل 14 ألف و450 دج، ويعترف أحد تجار هذه السوق بتأثير موسم الحج كل سنة على صرف هاتين العُملتين موضحا أن تراجع قيمة الدينار الجزائري زادت الطين بلة، وعليه لم يستبعد مُحدثنا أن ترتفع الأسعار بشكل أكبر في الأيام المقبلة بالنظر إلى الحالة التي بلغها الدينار والذي تراجع، يقول، حتى على مستوى بنك الجزائر، بحيث تجاوز سعر صرف 100 دولار مثلا ال10 آلاف دج. وبدورهم لا يستبعد بعض الخبراء الاقتصاديين أن يستمر انخفاض قيمة الدينار في ظل تراجع أسعار النفط من جهة وفي ظل الضعف الذي يُعاني منه الاقتصاد الجزائري الذي لم يجد لغاية الآن ركائزه الحقيقية بالرغم من ضخ أكثر من 800 مليار دولار منذ 1999، وفي هذا الإطار توقع الخبير الاقتصادي، فارس مسدور، في تصريحات أوردها مؤخرا ل »صوت الأحرار«، أن يستمر هذا الانهيار قائلا »أسعار المحروقات لن تستقر قبل سنة 2016 وعليه سيؤثر ذلك على سعر صرف عملتنا ما دمنا بلدا مصدرا للمحروقات وهو ما سيتسبب كذلك في تسجيل ارتفاع فاحش في الأسعار خاصة المستورد منها وارتفاع في فاتورة الاستيراد إضافة إلى ارتفاع مستويات التضخم«.
يُذكر أن سعر صرف 100 دولار ببورصة السكوار كانت سنة 2012 تُعادل 11 ألف و 950 دج بينما بلغ سعر 100 أورو آنذاك 14 ألف و750 دج.