تزينت شوارع العاصمة بألوان الراية الوطنية و تحولت أزقة البهجة إلى بازار مفتوح على الهواء الطلق للترويج و الإشهار للمنتخب الوطني مع تسجيل تفاوت كبير إلى حد المقاطعة في إقبال المواطنين على السلع التي تحمل أسماء بعض لاعبي الخضر وكانت قد اعترت الشارع الجزائري حمى مناصرة أشبال سعدان قبيل انطلاق مباراته التحضيرية بدء بالقمصان و البدلات الرياضية مرورا بالفساتين بالألوان البيضاء و الحمراء والخضراء مرصعة بنجوم صغيرة وصولا إلى الاكسسورات من قبعات رياضية و معاصم و أساور و حامل مفاتيح كل حسب جيبه و حسب مقدوره و حسب درجة مناصرته لرفقاء عنتر يحي. ضبط الجزائريونعقارب ساعتهم على موعد بغد غد الأحد و الذي قد يعد الحاسم في مشوار الكرة الجزائرية إذ قد يضاعف حظوظ أشبال سعدان من خلال هذا اللقاء الذي يصفه العارفون بالكرة المستديرة بأنه الأسهل بالنسبة لرفقاء عنتر يحي للاقتراب من المرور للدور الثاني، و كل حسب تكهناته و تحليلاته يستعد الجزائريون لعيش الحدث الرياضي و الوطني الذي غطى على كل الأحداث و جعل من أخبار المنتخب الوطني و مستجداته الحديث المشترك و ربما الوحيد الذي جمع ولازال يجمع كل الجزائريين بدون استثناء. الشارع الجزائري والذي تحول المواطن البسيط فيه وحتى الذي لا يفقه من الكرة المستديرة سوى أبجدياتها إلى محلل و مستشار رياضي بحجم رابح ماجر أو بن شيخة و الذي راح في أكثر من مناسبة ينتقد و يثور ضد قرارات سعدان ، استحسن هذه المرة قرارات الشيخ الأخيرة و التي ابعد من خلالها يزيد منصوري و عبد القادر غزال من التشكيلة الأساسية و أجلسهما كرسيا الاحتياط بعد نتائجهما الهزيلة في الثلاث المباريات الأخيرة و التي باستثناء ضربة الجزاء و التي اسماه احد المواطنين بالهدف»الجيفة «في المباراة الودية الأخيرة لم يحقق وجهه المشرف الذي عود أنصاره عليه لاسيما بعد انتصاره غير مسبوق على ارض أم درمان.. عندو الحق سعدان فغزال لم يسجل هدفا واحدا في عشر مباريات كاملة و منصوري لم تلمس قدماه الكرة طيلة 90 دقيقة من المباراة مع منتخب الإماراتالمتحدة. و أكد مواطن أخر وجدناه بساحة الشهداء يقلب في السلع الرياضية المعروضة فوق إحدى الطاولات يبحث عن قبعة صيفية تحمل ألوان الراية الوطنية لشرائها و هو يقول نقدر ندفع 300 دج فقط لكن الصح في القلب أن قرار سعدان بإبعاد منصوري و غزال قرب هذا الخير كثيرا من الشارع الجزائري الذي أبدى استيائه من طريقة لعبهما و اثبت أن المناصر يكون في كثير من الأحيان اللاعب ال12 في المباراة. الشارع الجزائري الذي تفاعل مع آخر قرارات المدرب سعدان بتشكيلة جديدة من شانها رفع التحدي أمام المنتخب سلوفينيا و الذي اعترف الشيخ سعدان انه فريق قوي جدا و ستكون المواجهة معه صعبة للغاية ، لكنها أخلطت أوراق باعة القمصان و البدلات الرياضية و الذين تساءلوا في حيرة ماذا سنفعل بالسلع التي تحمل اسمي غزال و منصوري لقد اغرق أصحاب ورشات الخياطة الذين ضاعفوا من ساعات عملهم و من عدد العاملين بها إلى طاقتها القصوى السوق بكل أنواع الاقمصة و البدلات الرياضية التي تحمل أسماء اللاعبين و أبرزهما منصوري باعتباره قائد الفريق و غزال كأحد الأساسيين . و اعترف احد الباعة على مستوى احد الشوارع الرئيسية بباب الوادي أن السلع التي تحمل اسمي هذين اللاعبين عرفت كسادا قبيل مباراة الجزائر مع منتخب الإمارات العربية المتحدة و حاولنا تدارك الأمر من خلال عرضها للبيع بأقل من أثمانها لكن حتى النسوة و العجائز اللائي ياتين لشراء هذا النوع من السلع الموضة لأولادهن أو أحفادهن كن يؤكدن حرصهن على عدم اقتناء كل ما لع علاقة بهذين اللاعبين لاسيما اللاعب غزال طبقا لتعليمات العارفين ببورصة المنتخب الوطني و سجلنا قال هذا الأخير تناقصا مخيفا في عدد الراغبين في اقتناء الاقمصة و البدلات الرياضية و التي كانت تباع قبل 20 يوما كالخبز لم آنذاك نتمكن نحن الشركاء الثلاثة في الكثير من المرات من تلبية طلبات الزبائن الذين كانوا يدفعون مسبقا و يأتون من خارج تراب بلدية باب الوادي لاقتناء قميص منصوري و يدفعون 1200 دج ثمن الحصول عليه الآن و ب 900 نتساءل ماذا سنفعل بها. و استطرد ذات المتحدث أن المواطن الجزائري صعب جدا في ذوقه القابل للتغير بين عشية و ضحاها فبالأمس القريب كان »يحلل« للحصول على قميص غزال و الآن باطل و لا يأخذه. و اعترف احد الباعة الذي جاء من الثنية ببومرداس لبيع سلعته بساحة الشهداء بسعر موحد حدده ب 400 دج خوفه من خسارة رأسماله الذي استثمره متأخرا في هذه التجارة في حال تعثر الفريق الوطني في خرجته الأولى مع منتخب سلوفانيا إذ باستثناء الاقمصة التي تحمل أسماء زياني و مطمور و بودبوز شح الإقبال على هذا النوع من السلع و الذي عرف ذروته قبيل و مباشرة بعد لقاء أم درمان، حقق الكثير من الذين اعرفهم من باعة الأرصفة و وورشات الخياطة أرباحا لا يمكن أن يتصورها العقل لكن عندما تفطنت للأمر قال ضاحكا لم يعد أشبال سعدان يحققون إلا التعادل أو الانهزام و الذي خلق نوع من أنواع الإحباط في نفوس الجزائريين فشهدنا نحن التجار الموسميين ما يمكن أن يسمى بالشبه مقاطعة لم نحسب لها في منطق التجار أي حساب. أصحاب محلات السلع الرياضية اجمعوا على عدم التعامل وفق هذه الحمى الطارئة و التي سبق لهم أن عايشوها و تضررت منها كثيرا تجارتهم في وقت سابق إذ باستثناء البدلات التي تحمل ألوان المنتخب الوطني فضلوا الاستثمار في اقمصة ذي نوعية تحمل أسماء مشاهير الكرة المستديرة أمثال ميسي وديديه دروغبا ..مؤكدين أنهم لم يحققوا أي أرباحا من خلال ظهر الفريق الوطني »نحن نبيع الماركة و المواطن يتعامل مع من يبيعون الاقمصة من النوع الرديء ب300 دج معلقا» أحنا ما نخدموش هذا السلعة« محلات الأشرطة و الكاسيت استغلت هي الأخرى هذه الحمى لبيع كل ما له علاقة بالفريق الوطني في وقت كثرت الأصوات التجارية التي غنت» معاك يالخضرا« و اعترف احد أصحاب هذه المحلات المتواجد بباب الوادي قائلا لم نعرف إنتاجا غزيرا من حيث الكمية فيما يخص الأغنية الرياضية مثل هذه السنة .و قد يكون إقبال المواطنين على اختلاف أعمارهم على هذا النوع من الأغاني وراء رواجها و إن كانت الأغاني الأولى لشاب توفيق و فريق تورينو ميلانو و رضا سيكا قد حطمت الرقم القياسي من حيث المبيعات ولم تترك للآخرين شيئا. و اعترف احد البائعين أن خمس أشرطة جديدة دخلت لتوها المحل انتهى أصحابها من تسجيلها منذ أيام قليلة مؤكدا أن الراغبين في شراء هذا النوع من الأغاني عادة ما يتركون لنا الاختيار المهم وان تو تري و فيفا لا لجيري . احد الباعة المتواجد محله بالبريد المركزي أبدى مقاطعته لهذا النوع من الأشرطة أو الأقراص المضغوطة مؤكدا "ما نخدمهومش..واش دارو المهازل التي مني بها الخضر قال لا تستحق من باب المبدأ أن نروج لأي شيء له علاقة بهم ..لقد كانوا أسوا من السيئ خلال خرجاتهم الثلاثة و الله يستر . و إن اختلفت الآراء و التعاليق الشارع الجزائري بشان حظوظ الخضر في المرور إلى الدور الثاني أمام فريقين كبيرين بحجم انجلترا و أمريكا تبقى الساحرة المستديرة عندنا نجحت فيما عجزت عنه السياسة إذ خلقت الإجماع بين صفوف هذا الشعب الذي التف حول أشبال سعدان في حلم جميل بدا في المهد مستحيلا لتتحقق المعجزة بفضل إرادة الرجال.