أفراح أنصار الخضر كانت مميزة جدا فعلاوة على المكسب الكبير الذي حققته الكرة الجزائرية من خلال اكتسابنا لفريق شاب وقوي اكتست الجزائر شمالها وشرقها غربها وجنوبها ألوان الراية الوطنية التي لبسها الشباب والكهول النساء والرجال وحتى الأطفال في الأشهر الأولى من العمر، حيث ازدانت الأجساد الجزائرية بالأبيض والأخضر والأحمر الذي تجلى في اللباس الرياضي والقمصان الخضراء التي حملت وجوه اللاعبين إلى جانب القلنسوات والطاقيات التي تربعت على الرؤوس بألوانها الثلاثية الجزائرية. القمصان الوطنية ...البدلات الرياضية... الاشاربات... الأوشحة والحواشي والمعاصم في شكل علم صغير كلها استلهمت ألوانها وجاذبيتها من العلم الوطني الجزائري الذي اكتسى كل جزء من أجساد الجزائريين بها والذين اختاروا لباس الألوان الوطنية لسبب واحد وهو الافتخار بالانتماء لهذا الوطن، حيث أكدت لنا مجموعة من الشباب الذين لبسوا الألوان الوطنية سواء بارتدائهم للباس الرياضي أوالقمصان الحاملة لصور محاربي الصحراء علاوة على لف جسده بالعلم الوطني "ان هذا التعبير لا يعد مناصرة قوية فقط للفريق الوطني وتشجيع ومساندة له فحسب إنما تعبير واضح عن الوطنية والانتماء إلى هذا الوطن"، يقول إسلام 24 سنة "أنا جزائري وافتخر...الجزائر حبي .. نعم ارتديت ألوان الراية الوطنية لأقول للجميع ان حب الوطن يسكن وجداننا وأننا مستعدون للموت فداء لهذه الأرض الطيبة التي نعشقها حد النخاع... يا الله إنها الجزائر بلاد الشهداء الأبرار، ويكفينا فخرا اللون الأحمر الذي يمثل دم الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس فداء للوطن، فارتداءنا الألوان الوطنية أقل شيء نعبر من خلاله عن فرحتنا". أما يوسف الذي وضع وشاحا من ألوان الوطن، على جبينه ولف جسمه بالعلم الوطني الكبير قال" كلنا خضر ... كلنا مع الجزائر... نعم إنها فرصة لنظهر للجميع كم نعشق الجزائر وكم نحب فريقنا ونسانده في السراء والضراء". الفتيات أيضا لم يضيعن فرصة ارتداء الألوان الوطنية، ورغم افتقار بعضهن لبذلة رياضية أوقمصان تحمل صور اللاعبين الجزائريين إلا أن الألوان الوطنية كانت حاضرة في الشوارع الجزائرية بقوة من خلال ارتداء سراويل بيضاء اللون وبودي أحمر والوشاح الأخضر، كما اختلفت التشكيلة من فتاة لأخرى حسب ما توفر لديها من ملابس في الوقت الذي اختارت فيه أخريات لباس الراية كالبرنوس وهي لغة تعبيرية قوية عن روح الوطنية والانتماء تقول سارة 17سنة "صراحة أشعر أننا نعيش أجواء الاستقلال مشبعة بالروح الوطنية، نعم جزائرية وافتخر ... لم أجد ما أعبر به عن عمق حبي لوطني سوى بارتداء الألوان الوطنية علما أننا نحن البنات قمنا بتبادل الملابس لتحقيق هذا الغرض والمتمثل في ان ترتدي الفتيات ألوان العلم من خلال استلاف ما ينقص من الصديقات"، وتضيف صديقتها دنيا 18 سنة التي ظلت تهتف طوال الوقت أمام ساحة الأمير عبد القادر "وان تو تري viva lalgerie " »لقد ترجيت أبي ان يشتري لي بدلة رياضية تحمل ألوان الوطن، وأخبرته أنني لن أطلب منه ملابس لمدة 6 أشهر المهم ان ارتدي البدلة وأصرخ بأعلى صوتي تحيا الجزائر«. حمى "الألوان الوطنية" التي اكتست كل الأماكن من خلال تفاخر الأحياء بخياطة أكبر علم أورسم أكبر كم من الأعلام على الجداريات على غرار حي بازو باسطاوالي ارتدى العلم الوطني من خلال رسم العلم الوطني على كل الحيطان في الوقت الذي قام فيه شباب مدينة بوخضرة شمال تبسة بمناصرة"الخضر" من خلال جمع المال بصفة تضامنية لاقتناء دلاء من الدهن لرسم العلم الوطني على جدار العمارة، وتزينت تيزي وزو وتمنراست والعاصمة وكل ولايات الوطن بمختلف أشكال وأحجام الراية الوطنية التي اكتسحت الشوارع والشرفات والسيارات، فهذه الألوان الثلاثية الجبارة لها دلالة قوية في نفسية الشعوب، حيث يرى الأخصائيون النفسانيون ان الأحمر هو لون فعال ومستفز مرتبط بالقوة والحياة وعراقة الدم والأحمر هو لون الذكورة (الرجولة)، ويحمل دلالة دم الشهداء الأبرار لدى الجزائريين. أما الأخضر فهو لون مهم في الثقافة العربية فهو لون الحياة والطهارة والتفكير، النقاوة، العقلانية والخير ويرمز إلى "ماء الحياة"، فالأرض الخضراء هي أرض مسقية ومروية، خصبة ومخصبة، وهو رمز الجنة عند الجزائريين. أما الأبيض الذي لا يعتبر لونا بأتم معنى الكلمة بل هو تركيب من الألوان إلا انه يدل على الثراء والإيجابية والقوة والرحمة فأصحاب القلوب البيضاء لا يعرفون الحسد والبغضاء ، فاللون الأبيض رمز عقلي وروحي أي رمز السلام والصفاء عند الجزائريين.