أكد رئيس مجموعة العقلاء للاتحاد الإفريقي- الرئيس الأسبق- «أحمد بن بلة»، أول أمس بأديس أبابا، أن المجموعة تنضم إلى دعوة الحوار من أجل التوصل إلى المصالحة الوطنية في السودان، معربا عن ارتياحه لمصادقة قمة مجلس السلم والأمن على اقتراح رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» المتعلق بإعداد خارطة طريق من أجل الإسراع في تجسيد توصيات المجموعة رفيعة المستوى حول دارفور. وأوضح «بن بلة»-خلال اجتماع عقد بمقر الاتحاد الإفريقي حول وضعية السلم والأمن في إفريقيا- أنه بخصوص الوضعية في دارفور فإن مجموعة العقلاء تنضم إلى النداء الذي تم إطلاقه خلال القمة الأخيرة لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي من أجل تعميق الحوار وتحقيق الإجماع بهدف التوصل إلى المصالحة الوطنية"، كما اعتبر أن توصيات المجموعة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي تشكل الدليل القاطع بأن تكفل إفريقيا بالأزمات يبقى ممكنا ويفتح آفاقا حقيقية من أجل تسوية سلمية لازمة دارفور "سيما لما يتم تعزيزها بالدعم الحاسم لشركائنا"، وبخصوص الوضع في الصومال؛ أشار «بن بلة» إلى أنه يشكل مصدر قلق دائم داعيا المجتمع الدولي في هذا الخصوص وكذا مجلس الأمن الدولي للابتعاد من موقف المنتظر والاشتراك بشكل أكبر في تسوية الأزمة الصومالية، كما أوضح رئيس مجموعة العقلاء أن هذا الانضمام ينبغي أن يتجسد من خلال التوزيع الفعال للإمكانيات البشرية والمادية والمالية الضرورية والتخفيف على قوة السلام التابعة للاتحاد الإفريقي ووضع حد للخطر الذي يهدد فيما بعد الصومال كل القرن الإفريقي والقارة بأكملها. ومن جانب آخر، أشار رئيس مجموعة العقلاء إلى الانتخابات التي جرت خلال سنة 2009 في إفريقيا معتبرا أنها تشترك كلها في خاصية أنها جرت بصفة شرعية وحرة وشفافة وتمت في هدوء وأمن، وأكد «بن بلة» أن هذا التحول الايجابي دليل على النضج السياسي لدى الشعوب والقادة الأفارقة كما يبرز مزايا الحوار والتشاور في ترسيخ الديمقراطية، إلا أن هذا التطور الايجابي الذي جاء بفضل الحوار ببعض الدول التي برزت بها النزاعات التي تعقب المسارات الانتخابية خاصة بغينيا بيساو ومدغشقر قد طمس لسوء الحظ من قبل القمع الذي استهدف يوم 28 سبتمبر المسيرة السلمية التي نظمت في هذا البلد، وقال في هذا الصدد "ندين هذه المجازر وننحني أمام أرواح الضحايا معربا عن انشغاله إزاء التأخر المسجل في المسار الانتخابي وتدهور الوضع السياسي والأمني وحقوق الإنسان بغينيا. وعن ملفات اللاعقاب والعدالة والمصالحة الوطنية التي ستعرض على تقرير لخبراء من الإنحاء الإفريقي، ذكر «بن بلة» بأن العقد التأسيسي للاتحاد الإفريقي يقضي بوضوح بألا يرتكب الأشخاص المتهمين بجرائم الحرب والإبادة أو الجرائم ضد الإنسانية هذه الأعمال في ظل اللاعقاب ويجب أن يمثلوا أمام العدالة، واعتبر في هذا السياق أن بعض المبادرات مثل الأمر الدولي بالتوقيف الصادر من قبل محكمة الجنايات الدولية في حق الرئيس السوداني «عمر البشير» فضلا عن كونها سابقة مؤسفة شبيهة بمحاولة تغير للحكومة بطريقة منافية للدستور كفيلة بعرقلة ديناميكية السلم في دارفور، وأكد رئيس مجموعة العقلاء أن اللجوء المفرط لمبدأ الاختصاص العام من طرف بعض الدول غير الإفريقية ضد شخصيات إفريقية يعد سببا آخرا يبعث على القلق بالنسبة لإفريقيا، مضيفا أن هذه الممارسة لها صلة بالتدخل في الشؤون الداخلية وتشكل انتهاكا على سيادة الدول التي يتعين على إفريقيا أن تواجهه.