أكد رئيس مجموعة الحكماء التابعة للاتحاد الإفريقي أحمد بن بلة أول أمس في أديس أبابا أن '' التكفل الفعلي والمستدام بالتحديات(التي تمثلها) الوقاية من النزاعات وتسييرها والبناء الديمقراطي يتوقف على الأفارقة أنفسهم '' . وأضاف بن بلة أن ذلك يتطلب '' تجند الأسرة الإفريقية ويقظة أكبر ''من أجل '' مرافقة كل بلد يواجه صعوبات في جهوده الرامية إلى تسوية الأزمة أو الخروج منها وكذا في مساعيه الهادفة إلى تعزيز السلام '' . وأشاد في نفس السياق ب '' الحكمة التي تحلى بها أشقاؤنا الكينيون والإيفواريون والصوماليون بغية تجاوز خلافاتهم ووضع بلدانهم على طريق السلام والاستقرار ''. وأعرب بن بلة في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية عن انشغال مجموعة الحكماء أمام '' المخاوف من التطورات التي قد تحصل في بعض البلدان الإفريقية وما تحمله من مغبة انزلاقات تلحق الضرر بالشعوب المعنية وبإفريقيا '' برمتها. ولمواجهة هذه المخاطر وتفادي التدخلات الخارجية، قال رئيس لجنة حكماء الاتحاد الإفريقي '' إننا مطالبون جميعا كأفارقة بترقية روح الحوار والتفاهم والمصالحة بين كافة المتنازعين ''. وفي هذا الشأن تنظم مجموعة الحكماء التابعة للاتحاد الإفريقي خلال شهر ديسمبرالمقبل بنيروبي (كينيا) ورشة تفكير حول الأزمات والتوترات المرتبطة بالمسارات الانتخابية. وأكد بيان للاتحاد اطلعت '' الحوار '' على فحواه أن هذه الورشة تضم التجمعات الاقتصادية الجهوية والمؤسسات الإفريقية والدولية المعنية، وكذا خبراء لمناقشة التقريرالذي ستقوم بإعداده المفوضية بمساعدة فريق من الاستشاريين. وستتبع الورشة حسب ذات المصدرمباشرة باجتماع لمجموعة الحكماء لدراسة والمصادقة على التوصيات التي سيتم تقديمها إلى ندوة الاتحاد في دورتها العادية المزمع عقدها بأديس أبابا في شهر فيفري .2009 وأوضح بيان الاتحاد أنه قد تم هذه السنة إقرارموضوع الأزمات والتوترات المرتبطة بالمسارات الانتخابية وذلك ردا على القرارات السديدة لمجلس السلم والأمن وندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي. وقد تم الاتفاق في هذا الخصوص يقول ذات المصدر على مبدأ قيام أعضائها بمهمات استعلامية في القارة من أجل '' تقييم الوضع ودراسة كيفيات إشراك المجموعة في الجهود الرامية إلى ترقية السلم والأمن ''. وأعربت المجموعة عن دعمها للجهود الجارية التي تقوم بها مجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية والاتحاد الإفريقي بهدف إيجاد '' حل سريع للأزمة في زيمبابوي '' ، بما فيها التشكيل '' السريع لحكومة وحدة وطنية '' ، طبقا للقرارالذي صادقت عليه الندوة خلال دورتها ال11 العادية التي جرت بشرم الشيخ (مصر) يوم 30 جوان و1 جويلية من هذه السنة. في ذات الصدد أعربت عن وجهة نظرها بخصوص طلب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية المتعلق بالوضع في دارفور (السودان) مع تشجيع المفوضية ومجلس السلم والأمن للعمل بمساعدة شركاء الاتحاد الإفريقي على البحث عن '' حل سلمي وعادل ''. وتم التأكيد على ضرورة أن يأخذ هذا الحل بعين الاعتبارالمتطلبات الإضافية لمكافحة اللاعقاب وترقية السلم والمصالحة وتهدئة الأوضاع في دارفو بما يعود بالفائدة على السودان والمنطقة والقارة الإفريقية وكذا المجتمع الدولي برمته. من جانب آخر أشارت المجموعة إلى موافقتها على دعوة الحكومة الجزائرية لاستضافة الاجتماع المقبل في منتصف شهر أكتوبر 2008 بالجزائر. تجدر الإشارة إلى أن مجموعة الحكماء قد تم إنشاؤها طبقا للبروتوكول المتعلق بإنشاء مجلس السلم والأمن.