توقّع المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي أن تعرف أجور هذه الفئة زيادات معتبرة مباشرة بعد اعتماد النظام التعويضي، حيث وصف منسّقها الوطني نتائج اللقاء الأخير الذي جمعه بوزير القطاع رشيد حراوبية بأنها »إيجابية وتبعث على التفاؤل«، وذلك في انتظار وضع آخر اللمسات على أرضية الاتفاق بين الطرفين حول الملف قبل نهاية الشهر الجاري على أقصى تقدير. خرجت قيادة نقابة ال »كناس« متفائلة بنتائج لقاء أمس الأول مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي دام لقرابة الأربع ساعات تركز أساسا على دراسة ملف النظام التعويضي الذي طالما كان محل خلاف بين الوصاية والتنظيمات الممثلة للأساتذة، لكن عبد الملك رحماني منسق هذه النقابة رفض الخوض في التفاصيل المتعلقة بالأرقام والمؤشرات التي تم الاتفاق عليها بخصوص الزيادة، مكتفيا بالقول: »ما يهمنا ليس الأرقام ولكن الجانب التقني، وعليه فنحن مرتاحون لما سمعناه من التزامات من طرف الوزير..«. وتوصّل رحماني الذي كان يتحدّث في اتصال مع »صوت الأحرار«، إلى قناعة مفادها أن الحكومة أخذت على عاتقها إعادة الاعتبار للأستاذ الجامعي، مؤسّسا هذا الموقف بالعودة إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوتفليقة أثناء إشرافه على افتتاح السنة الجامعية الجديدة الشهر الماضي بجامعة فرحات عباس بسطيف، وفهم من كلامه أنه يمكن التأكيد بأن ملف النظام التعويضي سيطوى نهائيا مباشرة بعد اللقاء الثالث والأخير الذي يجمع النقابة مع الوزير قل انقضاء شهر ديسمبر الجاري. وفي رسالة واضحة وجّهها إلى السلطات العمومية، جدّد عبد الملك رحماني التأكيد أن ما ينتظره أساتذة قطاع التعليم العالي هو إعادة الاعتبار لهم على أساس ضمان راتب شهري محترم يغنيهم عن التفكير بمختلف المشاغل اليومية، وبناء على لقاء أمس الأول توقع محدّثنا أن تقفز هذه الأجور بعد اعتماد نظام التعويضات الجديد إلى مستويات هامة وغير مسبوقة تكون في حدود ما يتقاضاه نظراؤهم في دول الجوار، مشيرا إلى أن التفاؤل الذي ينتابه نابع من الكلام الذي سمعه خلال أربع ساعات من النقاش مع رشيد حراوبية المسؤول الأول على قطاع التعليم العالي. ورغم رفضه الكشف عن قيمة الزيادات على اعتبار أن ما يهمه هو الجانب التقني، فإن رحماني أكد أن أساتذة القطاع ينتظرون الكثير من الاجتماع القادم مع الوزير قبل معرفة كل الأمور والتفاصيل الدقيقة التي تتعلق بالنظام التعويضي، لافتا في هذا الإطار إلى أن »الأستاذ الجامعي يحتاج الآن إلى أجرة تسدّ رمقه بما يجعله يتفرّغ كليا للمهام الأساسية المسندة إليه«. للإشارة فإن المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي »كناس« كان قد شنّ إضرابا شلّ على إثره الجامعات لمدة أسبوعين، وبعد شدّ وجذب قرّر العودة مجدّدا إلى طاولة الحوار مع الوزارة الوصية، وقبل لقاء هذا الاثنين فإن نقابة ال »كناس« لمحت إلى إمكانية تصعيد الحركة الاحتجاجية من جديد مباشرة بعد العطلة الشتوية لكن الأمور عادت إل نصابها من جديد بعد النتائج التي تم التوصّل إليها مع وزير القطاع.