عرفت العاصمة السودانية الخرطوم بداية من نهار أمس انتشارا واسعا لقوات الأمن المحليين الذين تجاوز عددهم 18 ألف عون شغلوا كل الشوارع والطرقات بالخرطوم، علما أن المباراة ستجرى بملعب المريخ الواقع بمقاطعة أم درمان، بدورهم مناصرو الخضر كانوا بالمئات بل الآلاف يهتفون باسم الجزائر ولم يستيجبوا في كل الأحوال إلى استفزازات مناصري الفريق المصري الذين كانوا يستعملون بعض الشعارات المعادية للجزائر والجزائريين. ساعات قليلة كانت تفصل المنتخب الوطني عن نظيره المصري في مبارة فاصلة ومصيرية من أجل التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، هذا المنتخب الذي صمد رفقة مناصريه بالقاهرة ضد كل الاعتدءات والضغوطات هو نفسه الذي واجه المصريين مرة أخرى في ملعب المريخ، عدد كبير من المناصرين الذين جاؤوا شعثا غبرا من الجزائر استطاعوا نقل أجواء الحماس التي تعرفها شوارعنا هناك إلى الخرطوم وتمكنوا من تجنيد كل السودانيين لمناصرة الجزائر. عاصمة الخرطوم ستبقى شاهدة لا محال على مثل هذه الأجواء التي صنعها أنصار الخضر من خلال حيويتهم ووطنيتهم، في كل مكان من الخرطوم، أعلام وطنية وراية الجزائر أصبحت تعلو فوق كل شيئ، السودان كلها مجندة من أجل الجزائر، أنصارنا يهتفون بشعارات حماسية لمناصرة الفريق الوطني وغيرها من مظاهر الفرح التي طبعت هذه العاصمة. بدورهم المسؤولين السودانيين فضلوا أن يكون يوم أمس يوم عطلة لكل السودانيين، الحدث جد مميز وحرك العاصمة الخرطوم، الحديث لا يكاد ينقطع في وسط المناصرين الجزائريين والمناصرين السودانيين، تعليمات صارمة للجميع من أجل ضمان مباراة دون أية خسائر. وبالنظر إلى حجم هذه المباراة التي تعدت في الواقع حدود المباراة الكروية العادية وتحولت إلى قضية وطنية في عيون المناصرين، ومن هذا المنطلق ارتأت السلطات السودانية إلى اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية من خلال تجنيد أكثر من 18 ألف عسكري لحماية كل المناصرين وبالخصوص أنصار الخضر لا سيما بعد الحصار الذي ضرب عليهم في القاهرة، وكما سعت السلطات المحلية إلى نشر قوات أمن بزي مدني لضمان أكبر قدر ممكن من الحماية للجزائريين. أنصار الخضر وحتى اللحظات الأخيرة التي سبقت انطلاق مقابلة الجزائر مصر كانوا يتوافدون بالآلاف، من كل حدب وصوب، الجميع يهتف بالجزائر، من العاصمة الجزائرية ومن القاهرة، الكل سعى جاهدا من أجل الوصول إلى الخرطوم وحضور المقابلة المصيرية، مناصرو الخضر والإعلاميين الجزائريين الذين وصولوا من القاهرة في الصباح وبالرغم من تعبهم كانوا مصممين على المضي قدما ومناصرة الجزائر حتى أخر رمق. إن وعي أنصار الخضر بالرهانات التي تحيط بهذه المقابلة جعلهم يتمسكون في اعصابهم أمام استفزازات مناصري الفريق المصري الذين كانوا يعبرون الشوارع السودانية بين الحين والآخر يهتفون باسم دولتهم وفريقهم حاملين أعلامهم الوطنية ويذكرون الجزائريين بنتيجة يوم السبت الفارط، مشيرين إلى رقم اثنين بأصابعهم بمعنى الهدفين المسجلين ضد الجزائر. أمام كل هذا هدف المناصرين تجاوز المصرييين وكل ما قد يقومون به، فحلم النصر أقوى وأكبر بكثير، أنصار الخضر استطاعوا وبكل تواضع أن يجعلوا العاصمة السودانية تهتز وتعيش حدثا مميزا بكل المقاييس، هكذا هم الجزائريون حيثما حلوا، فهنيئا لنا بالنصر.