قال وزير الخارجية مراد مدلسي إن العلاقات بين مصر والجزائر قوية ولا تحتاج إلى وساطة، وعلى خلفية تداعيات فوز المنتخب الوطني لكرة القدم على نظيره المصري وحرب الكراهية والحقد التي يشنها المصريون ضد الجزائر، والتحركات السودانية والليبية للتهدئة بين البلدين، أعرب مدلسي عن احترام الجزائر لهذه المبادرات والتزامها بالتهدئة وانتهاء الحملات الإعلامية. وجه رئيس الدبلوماسية الجزائرية إشارات صريحة حول الوساطات المعلن عنها بين الجزائر ومصر، وعبر مدلسي عن رغبة الجزائر في تجنب المبادرات التي أطلقها قبل يومين كل من الرئيس الليبي معمر القذافي والحكومة السودانية لترميم العلاقات بين الجزائروالقاهرة، حيث قال في اتصال هاتفي مع جريدة الشرق الأوساط «نحن نحترم لهما مبادراتهما، لكن العلاقة بين مصر والجزائر قوية ولسنا في حاجة لوساطة»، مشيرا إلى قوة العلاقات بين البلدين وما يميزها من أواصر الأخوة والاحترام بشكل يجعلها- على حد تعبير وزير الخارجية- لا تحتاج لوساطة لتجاوز الأزمة، معربا في الوقت ذاته عن شكر الجزائر وتقديرها لكل ما يقرب بين الشعبين. ويأتي موقف الجزائر الرسمي غير المرحب بمبادرات وساطة مع القاهرة في وقت أعلن فيه أمس الأمين السياسي للمؤتمر الوطني السوداني البروفيسور إبراهيم غندور عن دور محوري سيطلع به السودان على ضوء المبادرة التي أطلقها لترميم العلاقات بين مصر والجزائر. وأشار في هذا الإطار إلى اتفاق الخرطوموالقاهرة على تجاوز الأزمة والانتقال إلى التهدئة والحفاظ عليها، التأكيد على مصالح البلدان الثلاثة.فيما طالب رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي الجامعة العربية بتعيين لجنة محايدة للتحقيق في الأحداث التي صاحبت مباراة الخرطوم وتوثيق الحقائق، وإلزام من تثبت إدانتهم بالاعتراف والاعتذار والتعويض. وقال المهدي في مقال نشرته صحيفة »البيان« الامارتية »إنه على الدبلوماسية المصرية والجزائرية التحرك المشترك لاحتواء الموقف وتطبيع العلاقات، فالدولتان لا تستغنيان عن بعضهما بعضاً ومنع أجهزتهما الإعلامية الرسمية من أية مواد إعلامية تطلق أحكاماً مطلقة على المصريين أو الجزائريين، ومنع أية اعتداءات على الأشخاص والأملاك، وحصر التعليقات في مفردات ما حدث«. وفي ظل استمرار الحرب الإعلامية التي تشنها الفضائيات، أكد وزير الخارجية التزام الجزائر بالتهدئة وانتهاء الحملات الصحافية، وقال مدلسي »إن الجزائر تتمنى کل الخير لمصر وترغب في طي الصفحة«، في إشارة إلى الأزمة التي أعقبت مباراة كرة القدم بين البلدين في السودان في الثامن عشر من الشهر الماضي، وحملة الكراهية المصرية التي صاحبتها ضد الجزائر، وقال »إنه يتقدم عبر جريدة الشرق الأوسط كوسيط للمحبة والاحترام بالتهنئة بعيد الأضحى المبارك للإخوة في مصر ونتمنى لهم كل الخير«.