رفض مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية الحديث عن مطالبة مصر بالاعتذار لها من طرف الجزائر واكتفى بالقول ''هنا نحن طلبنا هذا، وعلى أية حال نحن نتحدث عن التهدئة وطي الصفحة في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين''. وأكد وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، في تصريح لجريدة ''الشرق الأوسط'' أمس ردا على سؤال حول الوساطة التي تدخلت بها كل من ليبيا والجامعة العربية أن العلاقة بين البلدين لا تحتاج إلى وساطة، قائلا ''نحن نحترم لهما مبادراتهما، لكن العلاقة بين مصر والجزائر قوية ولسنا في حاجة لوساطة مع الإخوة في مصر، ونقدر كل من يقرِّب بين الشعبين''. وسألت الجريدة وزير الخارجية حول الأجواء التي ما زالت مشحونة، فرد بالقول ''نحن مسؤولون عن الأجواء في الجزائر، ووزارة الخارجية المصرية مشكورة في تهدئة الأجواء ونرحب بما ذكره الوزير أحمد أبو الغيط''. وحول التعويضات التي تحدث عنها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وعما إذا كانت الجزائر مستعدة لدفعها تعويضا عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت المصرية في الجزائر قال ''إن هذه القضايا يتم بحثها عبر مستويات أخرى وهناك شركات لها تأمين، ويمكن معالجة ذلك عبر التأمين وفي إطار القانون المعمول به في مصر والجزائر في هذا الشأن''. وفي ذات السياق اغتنم مدلسي الفرصة وتقدم بالتهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك للإخوة في مصر، وقال ''من خلال جريدتكم كوسيط حب واحترام نتمنى كل الخير لمصر ونرغب في طي الصفحة''. وأكد مدلسي أن الجزائر ملتزمة بالتهدئة وانتهاء الحملات الصحافية، وقال إن الحكومة الجزائرية ''لا تتعامل على الإطلاق مع ما يقال هنا أو هناك، وعلى ألسنة مختلفة لأن الجزائر تكن كل تقدير واحترام لمصر وشعبها وحكومتها''. وعما إذا كان يعتزم زيارة مصر قال ''عندما يعقد أي اجتماع وتأتي الفرصة للوصول للقاهرة سوف تتم الزيارة''. وجاء تصريح مدلسي بعد أيام قليلة من تصريح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والذي عبر عن استعداد بلاده في الوقت الحالي للتهدئة مع الجزائر في ظل وجود وساطة ليبية وسودانية واهتمام من جامعة الدول العربية. وكشف أن وزارة الخارجية ستنتهي خلال أيام من ملف خسائر الشركات المصرية في الجزائر للمطالبة بتعويضات عنها في الإطار القانوني المتفق عليه دولياً. من جانبه قال أمس عبد القادر حجار إن الوضع حول السفارة الجزائرية في القاهرة أصبح أكثر هدوءا، مشيرا إلى أن الحصار الذي كان مضروبا عليها في وقت سابق لم يعد موجودا، وبالمقابل أشار سفير الجزائر في القاهرة إلى أن طلبة جزائريين مقيمين في مصر ''تعرضوا لاعتداءات حسب ما نشرته وسائل الإعلام، وسمعنا من جهتنا عن وجود حالات أخرى نحن بصدد التحقق منها''. من جهة ثانية نفى حجار ما تردد عن طلبه الإعفاء من منصبه تبعا للحملة التي تعرض لها في مصر، وقال في هذا الصدد ''في الظروف العادية يمكن أن أطلب الإعفاء، لكن في ظروف مثل هذه لا يمكن أن أترك منصبي، والتقدير بيد الحكومة التي يمكنها أن تسحب السفير أو تستدعيه أو تبقي عليه''.