أسفرت عملية انتحارية استهدفت عصر أمس ثكنة الحرس الجمهوري الناحية الأولى بتماريس التابعة لبلدية برج الكيفان بالعاصمة، عن جرح ثلاثة أشخاص ومقتل شخص يرجح أن يكون منفذ العملية الإرهابية في حصيلة أولية، حيث كانت العملية مسبوقة بانفجار عبوة ناسفة بمقهى بحي ليدو بنفس المنطقة بهدف التمويه. الانفجار الانتحاري الذي نفذه شاب في الثلاثين من عمره وفق ما أكده العقيد مصطفى لهبيري المدير العام لمصالح الحماية المدنية الذي انتقل إلى عين المكان، وقع في حدود الساعة الخامسة إلا ربع بعد الزوال، وكانت مسبوقة بانفجار قنبلة تقليدية تم وضعها في إحدى المقاهي الواقعة بالقرب من الثكنة والتي كان هدفها الأساسي تحويل الأنظار لفسح المجال أمام الشاب الانتحاري ليتوجه إلى النقطة المرتقبة ويفجر نفسه أمام مدخل الثكنة التي كانت الهدف الأساسي على ما يبدو، بعد أن فشل في الوصول إلى البوابة، وتشير مصادرنا إلى أن الانتحاري كان راجلا، وأن جثته تمزقت بتأثير قوة الانفجار. العملية أثارت الذعر لدى سكان الحي الذين اعتقدوا في البداية بأنه مجرد انفجار للغاز بالمنطقة، وفيما نفت المصادر الرسمية وجود قتلى باستثناء الانتحاري الذي تم إحصاؤه ضمن الضحايا، تراوحت روايات شهود العيان بين قتيلين إلى 10 قتلى وكذا أكثر من 6 جرحى. أما الانفجار الثاني فقد استهدف مقهى شعبيا غير بعيد ثكنة الحرس الجمهوري، وتجدر الإشارة إلى أن كلا الانفجارين وقعا بالقرب من معرض الجزائر الدولي في الوقت الذي تستعد فيه أزيد من ألفي مؤسسة من بينها 1060 أجنبية تمثل أزيد من أربعين دولة لعرض منتجاتها في المعرض الدولي للجزائر بداية الأسبوع المقبل أي من 7 إلى غاية 13 جوان الجاري، وبالنظر إلى توقيت وموقع العمليتين فإن كل هذا يؤكد طابعها الإعلامي في محاولة يائسة من الجماعة الإرهابية التي نفذتها جلب الأنظار خاصة بعد الهزائم المتكررة التي ألحقها الجيش الوطني الشعبي بفلول الجماعات المسلحة التي تراجع نشاطها كثيرا خلال الفترة الأخيرة. غير أن تنفيذ العملية الانتحارية بدون استعمال سيارة يعكس مدى نجاح السلطات في التضييق على هذه الجماعات التي أثبتت هذه العملية فشلها على كل الأصعدة سواء من حيث التخطيط أو حتى التنفيذ.