تستفيد الجزائر، اليوم، وللمرة الثانية من الدرس الدولي 76 في المؤتمر الوطني لطب العيون، حيث سيشهد المؤتمر مشاركة عديد المختصين من ألمانيا ، أمريكا والسويد، من أجل فتح النقاش حول مواضيع حساسة لها علاقة بأمراض العيون، بالإضافة إلى محاولة استدراك النقائض المسجلة في التشخيص المتعلق بهذا المجال، فضلا عن إمكانية انفتاح المدرسة الجزائرية في مجال طب العيون على نظيراتها في العالم خصوصا وأن الجزائر استوردت ما يقارب ألفين قرنية من الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ 2006. تنظم الجمعية الجزائرية لأمراض العيون ابتداء من اليوم وإلى غاية 12 منه، المؤتمر الوطني لطب العيون، حيث يهدف هذا المؤتمر في طبعته 26 حسب رئيس الجمعية البروفسور عمر إيلام أساسا إلى محاولة استدراك النقائض المسجلة في التشخيص المتعلق بمجال طب العيون من جهة والاستجابة لطلبات المرضى المتزايدة من جهة ثانية ، فضلا عن إمكانية انفتاح المدرسة الجزائرية في مجال طب العيون على نظيراتها في العالم على غرار الأنجلوفونية وأوربا الشمالية وخاصة الألمانية التي حققت تقدما هائلا وبالتالي الاستفادة من تجاربها . كما أكد البروفسور عمر إيلام، فإن المؤتمرون سيتناولون عدة مواضيع حساسة لها علاقة بأمراض العيون كالتراكوما، ضغط العين أو القلوكوما ، مشكلة الشبكية وكذا زرع القرنية وغيرها، مضيفا بأن الشبكية هي أكثر الأمراض التي تصيب العيون في دول العالم الثالث، لكن في الجزائر تراجعت بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة بسب القفزة النوعية التي شهدها مجال طب العيون سيما مع المجهودات التي بذلتها الدولة من أجل توفير الإمكانيات والأجهزة الحديثة ، فضلا عن تطوير القطاع الليبرالي زيادة عن التكفل الاجتماعي للمواطن الجزائري . وفي نفس السياق، كشف ذات المتحدث أن طب العيون للصحة العمومية سجل ارتياحا كبيرا ، فمثلا بالنسبة للأمراض المتعلقة بالقرنية في السبعينيات كانت سببا في 20 بالمائة من العمى، في حين لا تمثل سوى 1 بالمائة في الوقت الحالي، أما مرض »التراكوما «، فإن الجزائر من دول العالم الثالث النادرة التي استطاعت أن تسيطر عليه وتتحكم في تشخيصه وبالتالي تقديم العلاج المناسب للمصابين به حيث لا يصاب بالعمى للذين يعانون منه إلا نسبة 0.7 بالمائة و هذا بالاعتماد على إمكانيات ووسائل جزائرية خاصة دون الاعتماد على الدول المجاورة . أما بخصوص الغلوكوما الذي يعاني منه معظم الجزائريين، فقال بشأنه رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض العيون بأنه يظهر عادة بعد 40 سنة ويصعب التحكم فيه ، كون تشخيصه يأتي متأخرا في غالب الأحيان لأنه يبقى مجهولا لدى الجزئريين، مما جعل المختصون يطلقون عليه اسم » سراق صامت للبصر « كونه يسبب ضررا للحقل البصري دون أن يشعر المصاب به . كما أضاف البروفسور أيلام أن زرع القرنية في الجزائر لم تشهد تقدما منذ سنة 1985، ولكن بفضل المجهودات التي بذلتها السلطات الوصية تم تفعيل العملية ابتداء من سنة 2006، حيت تم استيراد ما يقارب 2000 قرنية من الولاياتالمتحدةالأمريكية وتم توزيعها على 13 مركز استشفائي جامعي عبر الوطن، كما تم إجراء العمليات كلها وكللت بنجاح، بعدما كانت حكرا على مركز واحد .