خرج المشاركون في الندوة الوطنية للإجماع حول تشخيص، علاج والوقاية من حساسية العين، المختتمة أشغالها أمس بمستشفى بني مسوس، بجملة من التوصيات أهمها ضرورة التكوين المتعدد الاختصاص للأطباء المختصين في علاج أمراض الحساسية وأمراض العين وكذا التنسيق بين التخصصين. وتوجه المشاركون بتوصياتهم إلى كل من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من جهة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي من جهة أخرى. كشف البروفسور حبيب دواغي، رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى إسعد حساني ببني مسوس، في لقائه مع ''الحوار'' على هامش أشغال الورشات المنظمة خلال الندوة، أن هناك علاقة جد وطيدة بين التخصصين المذكورين آنفا، ما يستدعي تكاثف الجهود في هذا الإطار خاصة وأن المختصين لا يلجأون إلى تحويل المرضى للتخصص المقابل الذي يشكل شقا هاما من ناحية التشخيص الجيد للتعرف على نوعية الإصابة وبالتالي تقديم ووصف العلاج المناسب. وتأتي هذه الندوة، أوضح محدثنا، في وقت تسجله الجزائر ما نسبته 25 بالمائة من نسبة الإصابة بحساسية العين خاصة أن فئة واسعة من المصابين يشكون من ضعف وقلة التشخيص، حيث يرتبط هذا النوع من الإصابة بدرجة كبيرة بأمراض الحساسية التنفسية التي يفتقد أخصائيوها للخبرة الكافية في تشخيص حساسية العين، ما دفع بفريق من الأساتذة متعددي الاختصاصات إلى التفكير في عقد الندوة الوطنية للإجماع حول تشخيص، علاج والوقاية من حساسية العين. شارك في اللقاء، خمس جمعيات علمية من التخصصات ذات الصلة، وحضرها 3 خبراء أجانب من فرنسا، وحوالي 50 أخصائيا جزائريا من الجمعية الجزائرية للحساسية، الجمعية الجزائرية لطب العيون، الجمعية الجزائرية لأطباء العيون الخواص، جمعية مرض الغلوكوم أو ما يعرف بالماء الأزرق، وجمعية أخصائيي الحساسية الخواص، بالإضافة إلى أطباء الأطفال والأمراض التنفسية كالربو، وطب العمل. وفي إطار تبادل التجارب والخبرات فيما بينهم، تنظم الأطباء في 5 مجوعات عمل، تم خلال الورشات مناقشة العديد من المواضيع ساهمت في تحرير التوصيات. تناولت الأولى إيبيديميولوجية والآليات الدفاعية لنظام العين أثناء الحساسية، بينما تناولت باقي الورشات الأشكال العيادية وتشخيص حساسية العين، والطرق العلاجية، وكذا حساسية العين لدى الأطفال، والأهم تخصيص ورشة لمناقشة التكوين والبحث في مجال حساسية العين، الوضع الحالي، الإشكالية والآفاق المستقبلية. وشارك في هذا اللقاء الفريد من نوعه في الجزائر كل من الخبير الفرنسي صالح مشري من معهد باستور باريس، سارج دوهان من جامعة باريس، وفريدريك شيامباريتا من جامعة كليمون فيران بفرنسا. 80 بالمائة من التهابات الملتحمة سببها الحساسية من جهته أكد البروفسور عيلام، أخصائي في أمراض العيون بمستشفى مصطفى باشا، ورئيس الجمعية الوطنية لأطباء أمراض العيون، في تصريح ل ''الحوار'' على هامش الندوة الوطنية، أن ما نسبته 80 بالمائة من الإصابات بالتهاب الملتحمة سببها حساسية العين المرتبطة في غالية الأحيان بالإصابة بحساسيات تنفسية أو أمراض تنفسية كالربو. وأضاف محدثنا أن واحدة من بين إصابات باحمرار العين تكون إصابة بحساسية العين، وأوضح أن معظم حالات العين الحمراء تتطور على حساسية بسبب إهمال المصابين للتشخيص من قبل أخصائي في أمراض العيون، وكذا إلى تفاقم ظاهرة الاستطباب الذاتي، حيث يلجأ الشخص المصاب إلى الصيدلي ويقتني أدوية مضادة لالتهاب العين من النوع المضاد الستاميني أو الكورتيكوييد في شكل هلام أو قطرات للعين، يسهل استعمالها في تلك اللحظة وتخفف العوارض من احمرار وحكة، إلا أنها قد تكون لها أعراض جانبية كبيرة أخرى خطيرة وتراكمات على طول المدى تؤدي إلى إضعاف البصر.