دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المغرب إلى اتخاذ جميع الإجراءات لحل قضية الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو بحيدر، وربط من جهة أخرى بين هذه الوضعية التي تثير استياء العديد من القوى السياسية والحقوقية في العالم، وضرورة عودة طرفي النزاع في الصحراء الغربية، المغرب وجبهة البوليساريو، إلى طاولة المفاوضات لاستكمال الجولة الخامسة في اقرب وقت ممكن، هذا في وقت أكدت فيه مصادر متتبعة لقضية حيدر أن الوضعية الصحية للمناضلة الحقوقية الصحراوية أصبحت جد حرجة مما يدفع بالرئيس الصحراوي محمد بعبد العزيز إلى مواصلة مناشداته للعديد من الملوك ورؤساء الدول من أجل الضغط على المغرب وإرغامه على التراجع عن سياساته القمعية. دعا الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، أول أمس الاثنين بنيويورك، إلى عقد جولة خامسة من المفاوضات حول الصحراء في أقرب الآجال الممكنة، وأكد السيد بان كي مون، خلال ندوته الصحفية الشهرية بمقر الأممالمتحدة، أنه يتعين عقد الجولة الخامسة من المفاوضات في أقرب الآجال الممكنة، لأنه »يتعين علينا أن نحرز تقدما في المفاوضات«، مشددا على ضرورة خلق مناخ إيجابي لاستئناف المفاوضات، وأضاف »علينا أن نخلق نوعا من الثقة السياسية بين الأطراف المعنية«، وتابع بان كي مون يقول أنه على الأممالمتحدة أن تبذل مزيدا من الجهد لاستئناف المسلسل السياسي، مستطردا في نفس السياق: »سأواصل الدفع بمسلسل المفاوضات حول الصحراء«، واصفا من جهة أخرى اللقاء غير الرسمي الذي استضافته فيينا في أوت الماضي بالمشجع، وتابع قائلا »سنحاول السير قدما بناء على ما تم خلال هذا اللقاء«. وطالب بان كي مون من الحكومة المغربية اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لحل قضية الناشطة الحقوقية الصحراوية أمنتو حيدر التي تواصل إضرابها المفتوح عن الطعام بمطار لانثاروتي ، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة انه قد أعرب لوزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري عن قلقه الشديد إزاء تدهور صحة أمينتو حيدر، مشددا على انه لدواعي إنسانية يتعين اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة من أجل حل الوضع الخاص بالناشطة الصحراوية، وأشار الأمين العام للأمم المتحدة انه طالب المغرب بتوجيه رعاية خاصة لقضية الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدر، كما يكشف أنه قد نقل هذا المطلب إلى وزير الخارجية المغربي خلال لقائهما الذي عقد الجمعة الماضي في مقر المنظمة الدولية ، وصرح بان كي مون: »فيما يخص الوضع الإنساني لأمينة حيدر، فإنني طالبت بتوجيه رعاية خاصة لهذا الأمر،معربا عن أمله في أن يناقش وزير الخارجية المغربي هذه القضية في بلاده وان يتم اتخاذ موقف ايجابي بشأنها«. وتأتي تصريحات بان كي مون عقب المناشدات الكثيرة من الرئيس الصحراوي الذي دعا في أكثر من مرة إلى التدخل لوضع حد لسياسة التعنت المغربية التي تسببت في قضية الناشطة الحقوقية أمينتو بحيدر، وفضلا عن الرسائل الكثيرة التي بعث بها محمد عبد العزيز إلى العديد من الملوك والرؤساء على غرار ملك اسبانيا وملكة بريطانيا والرئيس الفرنسي وبابا الفاتيكان، ومؤخرا فقط بعث أمين عام جبهة البوليساريو برسالة إلى الرئيس الروسي دميتري ميدفيدف ناشده فيها التدخل العاجل لدى السلطات المغربية من أجل إنقاذ حياة المناضلة أمينتو حيدر، ودعا الرئيس الصحراوي الرئيس الروسي بصفته رئيس دولة عضو دائم بمجلس الأمن، العمل من أجل تمكين الناشطة الحقوقية الصحراوية من العودة إلى عائلتها ووطنها الصحراء الغربية عاجلا وبدون شروط، كما نبه الرئيس عبد العزيز في رسالته إلى مضاعفات سنوات التعذيب والإضرابات عن الطعام التي قامت بها الناشطة منذ 1987 مما جعل وضعيتها الصحية جد حساسة وتنذر بالخطر في ظل ما تعانيه، كما أشار الرئيس الصحراوي في رسالته بان ما يقع لأمينتو حيدر ليس سوى جزء مما يعانيه الشعب الصحراوي منذ أن تعرضت أرضه للغزو والاحتلال غير المشروع من قبل المغرب. واستوقف الرئيس عبد العزيز نظيره الروسي بان قضية الصحراء الغربية هي آخر مسألة تصفية استعمار في إفريقيا مدرجة على أجندة لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة منذ 1963، معربا عن أمله في أن تتمكن الأممالمتحدة من تحمل مسؤولياتها في الإسراع في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الصحراوية. ومن جهتها جددت مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان دعوتها إلى المغرب السماح للناشطة الحقوقية أمنتو حيدر المضربة عن الطعام منذ 29 يوما بالعودة إلى وطنها المحتل حسب ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية، وأوضحت الوكالة أن المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة نافي بيلاي عبرت في تصريح صحفي بجنوب إفريقيا، أين أشرفت على احتفالات اليوم العالمي لحقوق الإنسان، عن قلقها إزاء تدهور صحة أمنتو حيدر، وذكرت المسؤولة الأممية في هذا السياق بأن السلطات المغربية صادرت جواز سفر الناشطة وأجبرتها على السفر إلى لانثاروتي بسبب رفضها الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية. وتواصل الرباط من جهتها حمالاتها لتشويه نضال الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدر من خلال البحث عن تحميل مسؤولية الورطة الإنسانية غير المسبوقة إلى جبهة البوليساريو والجزائر، بحيث زعم خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية،في تصريح للفضائية المغربية »ميدي1 سات« أن أمينتو حيدر هي »الشجرة التي أراد الجزائريون أن يخفوا من خلالها الغابة«، وادعى المسؤول المغربي بأن الأمر يتعلق باستهداف المغرب في وحدته الترابية من خلال خطة جهنمية تدبرها الجزائر، على حد قوله.