تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، دون اللجوء للتصويت، مشروع قرار يجدد دعم الأممالمتحدة لمسلسل المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء الغربية، داعية من جديد »جميع الأطراف ودول المنطقة للتعاون بشكل كامل مع الأمين العام ومبعوثه الشخصي ومع بعضها البعض«.، وفي سياق آخر تزايدت الدعوات في اسبانيا لتدخل الملك خوان كارلوس من أجل حل قضية الناشطة الصحراوية أمينتو حيدار المضربة عن الطعام قرابة شهر. عبرت الجمعية العامة بموجب هذا القرار الذي تبنت لجنتها الرابعة مشروعه بالتوافق، في أكتوبر المنصرم، عن دعمها ل »مسلسل المفاوضات الذي انطلق بموجب قرار مجلس الأمن 1754 (2007) وتواصل بموجب قرارات المجلس 1783 2007 و1813 (2008) و1871 (2009) من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين للنزاع الصحراوي «. كما سجلت المنظمة الأممية »الجهود التي بذلت والتطورات التي حصلت منذ 2006«، معبرة عن ارتياحها »لالتزام الطرفين بمواصلة إبداء الإرادة السياسية والعمل في مناخ ملائم للحوار من أجل الانتقال إلى طور جديد من المفاوضات المكثفة بحسن نية ودون شروط مسبقة «، وللمفاوضات التي تجري بين الأطراف تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة. ويأتي قرار الجمعية العامة حول تطورات النزاع الصحراوي بينما تبذل الأممالمتحدة جهودا لإنهاء أزمة الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر المؤيدة لجبهة البوليساريو التي أبعدتها السلطات المغربية يوم 14 نوفمبر الماضي من مطار العيونالمحتلة إلى مطار لانثاروتي بجزر لاس بالماس الاسبانية بعد رفض الناشطة الاعتراف بالجنسية المغربية. وقال موقع الأمانة العامة للأمم المتحدة على شبكة الانترنت أن الأمين العام بان كيمون تدخل من أجل اتخاذ إجراء عاجل من قبل إسبانيا والمغرب حول مصير الناشطة الصحراوية المضربة عن الطعام منذ الشهر الماضي حين منعتها السلطات المغربية من الدخول إلى الصحراء الغربيةالمحتلة وتقيم حاليا في مطار لانثاروتي بجزر الكناري في إسبانيا«. وقالت الأمانة العامة إن بان كيمون تحدث الخميس الفارط مع وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخل موراتينوس ، وطلب منه القيام »بخطوات عملية«، لحل قضية أمينتو حيدر، وكان الأمين العام قد أعرب عن قلقه حول صحتها المتدهورة للمرة الثانية وأكد ضرورة إيجاد حل في أسرع فرصة ممكنة، واقترح بعض الخطوات لحل الوضع. وكانت السلطات المغربية قد رفضت دخول حيدر إلى الصحراء الغربيةالمحتلة بسبب النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تطالب بإجراء استفتاء وحق تقرير المصير بالنسبة للإقليم. وكان بان كيمون قد أبدى في وقت سابق انشغاله إزاء التوتر بين المغرب وجبهة البوليساريو بسبب اعتقال سبعة ناشطين مؤيدين لجبهة البوليساريو بعد زيارة للجزائر التقوا خلالها قادة الجبهة بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، مارتن نيسيرسكي، بأن بان كيمون عبر لوزير الخارجية الإسبانية كذلك، عن انشغاله الشديد للوضعية الصحية للناشطة الحقوقية الصحراوية، التي دخلت الجمعة يومها السادس والعشرين من الإضراب المفتوح عن الطعام. وأضاف الناطق الرسمي أن بان كيمون أشار إلى موراتينوس، بأنه »قد بات من الضروري إيجاد حل بأسرع وقت ممكن، مقترحا خطوات عملية لحل الأزمة«، مضيفا أنه غير مرخص بعد لتفصيل هذه الخطوات. وأعربت رئاسة الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع عن قلقها من الوضعية الصحية لأميناتو حيدر وقال بيان إن »رئاسة الاتحاد الأوروبي تعرب عن قلقها من الوضعية الصحية لأميناتو حيدر وتدعو السلطات المغربية إلى احترام التزاماتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والتعاون مع السلطات الاسبانية لإيجاد حل ايجابي لوضعية الناشطة الصحراوية«، كما دعا برلمانيون أوروبيون قاموا بزيارة مطار لانثاروتي للتضامن مع حيدر إلى تجميد الوضع المتقدم الذي يعتزم الاتحاد الاوروبي منحه للمغرب في حال رفض المملكة المغربية عودة حيدر. على صعيد آخر، دعت ثلاث شخصيات حائزة على جائزة نوبل للسلام والمئات من الشخصيات من عالم الثقافة يوم الخميس الماضي بمدريد العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس إلى التدخل لدى المغرب لوضع حد لما وصفوه »الاحتضار المأساوي« لحيدر بعودتها إلى بلدها. وأشارت الشخصيات التي تمثل 19 بلدا في رسالة وجهتها إلى العاهل الإسباني إلى »ضرورة التحرك العاجل« من أجل إنقاذ حياة أمينتو حيدر المعروفة بنضالها لصالح حقوق الإنسان والتي تتواجد في »وضع مأساوي«، وكتبت الشخصيات في رسالة قدمتها خلال لقاء نظم بنادي الفنون الجميلة بمدريد »إننا ندعو البيت الملكي الإسباني إلى تدخل فعلي لدى العاهل المغربي«. وقال منسق اليسار الاسباني الموحد كايو لارا »أنه توصل برسالة من ملك اسبانيا، دون خوان كارلوس، يؤكد استعداده للسعي لدى نظيره المغربي لحل قضية أميناتو حيدر، لكن ثابتيرو لا زال يعارض ذلك المسعى«، معتبرا أن الملك خوان كارلوس، هو الهيئة الوحيدة التي يمكنها في مثل هذه الظروف أن تعالج 'الفشل الذي أبانت عنه الخارجية الإسبانية«.