تطرق أعضاء لجنة المنطلقات الفكرية والمرجعية السياسية للأفلان إلى فلسفة العمل الذي تم إعداده في هذا الإطار على مدار ستة أشهر، حيث تمت الإشارة إلى جذور الحزب العتيد التي تعود إلى فترة النضال المرتبطة بالحركة الوطنية التي استطاعت بالاعتماد على كل فئات الشعب الحية أن تعيد للدولة الجزائرية سيادتها وللشعب حريته، وعليه ما يزال حزب جبهة التحرير الوطني، الوريث الشرعي لجبهة التحرير الوطني، يشعر بثقل المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق مناضليه ومناضلاته لاستكمال تحقيق المبادئ التي تضمنها بيان أول نوفمبر وتجسيد التطلعات المترتبة عن الثورة المسلحة. وجاء في تقرير اللجنة الفرعية أن حزب جبهة التحرير الوطني، بمنطلقاته الفكرية المتميزة بالاستمرارية والتراكم والتفاعل والبعيدة عن الانغلاق الفكري، يتساوق اليوم مع كل مستجدات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبذات الوقت يرفض القطيعة، يتبنى كل مراحل تاريخه، يؤمن بالتواصل بين الأجيال ويحرص على التأصيل والتحديث في أفكاره ومسعاه. ومن هذا المنطلق يؤكد الأفلان حرصه على التقييم الدائم لكافة النصوص الأساسية التي انطلقت من بيان أول نوفمبر والاستفادة من التجارب الإيجابية والسلبية خلال أكثر من نصف قرن من الزمن وأن يحافظ على طبيعة بنيته الاجتماعية التي تعكس سائر الفئات والتي تؤكد خاصيته الشعبية وأنه لم ولن يكون حزبا طبقيا منفصلا عن الجماهير الشعبية الواسعة، بل تشكيلة سياسية تسعى، بواسطة مناضليها ومناضلاتها، إلى تأمين الاستمرارية والمساهمة بفعالية في حل المشاكل ومواجهة التحديات التي تطرحها مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك بمنهجية واقعية وعلمية. ونجد من أولويات حزب جبهة التحرير الوطني العمل الدءوب على تطهير المجتمع من السلبيات الموروثة مثل الذهنيات المحدودة والتصرفات التي يطغى عليها طابع العشائرية الضيقة والقبلية المقيتة واستبدالها بروح المواطنة الالتزام بمصلحة الوطن، بالإضافة إلى تمتين صلة الحزب مع تقاليده في ممارسة الديمقراطية داخل صفوفه وفي تعامله مع جماهير الشعب التي ينبغي العمل بجدية على تعبئة قواها الحية في تنظيمات جمعوية، وطنية في توجهاتها وأهدافها، مؤمنة بأفكاره وتعمل على تجسيد برنامجه. وعليه فإن حزب جبهة التحرير الوطني وهو يعقد مؤتمره التاسع، يطمئن قاعدته الشعبية الواسعة التي أهلته في انتخابات تعددية شفافة ونزيهة أنه سيكون القوة السياسية الأولى في البلاد وسيظل قوة سياسية جامعة وفاعلة، قوة حوار واقتراح وتغيير، حزبا وطنيا وديمقراطيا، يتبنى تراثه النظري وتجربته التطبيقية ويخضعهما للدراسة والنقد، يرتكز في نضاله على هويته النوفمبرية ويواصل رسالته من خلال مناضليه وبإرادة الشعب وحده. إن حزب جبهة التحرير الوطني من خلال مؤتمره التاسع يجدد تمسكه بمرجعيته الفكرية والسياسية ويؤكد إصرار مناضليه ومناضلاته على مواصلة رسالته المتجددة لتحقيق طموحات الشعب وبناء الدولة كما حلم بها الشهداء وبلورها البيان التاريخي لثورة الأول من نوفمبر.