أسدل أمس، بالقاعة البيضاوية بالعاصمة، الستار على أشغال المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني بانتخاب أعضاء اللجنة المركزية البالغ عددهم 321 عضو، كما تمت المصادقة على تقرير اللجان. وقد اعتمدت عضوية اللجنة المركزية على ستة أعضاء عن كل محافظة من المحافظات ال54 ، بينما تم اختيار ثلاثة عن كل محافظة فقط، فيما يقوم الأمين العام للحزب بتعيين باقي أعضاء اللجنة من إطارات الحزب و وزراء و أعضاء في البرلمان بغرفتيه. وقد روعي تمثيل النساء داخل الهيئة التي عوضت المجلس الوطني في الهيكلة لتجاوز ثغرات تلت المؤتمر الثامن المنعقد قبل خمس سنوات، حيث قدمت كل محافظة مندوبة عنها. كما تم اعتماد تسمية المكتب السياسي للحزب بدلا من الهيئة التنفيذية كما جرى في السابق ، وقد صادق المؤتمرون أمس على تقارير اللجان المتمثلة في مشروع القانون الأساسي للحزب و التقرير المتعلق بالمنطلقات الفكرية للحزب و بيان أول نوفمبر و لجنة السياسة العامة و العلاقات العامة و الخارجية بالإضافة إلى برنامج الحزب للخمس سنوات القادمة. وقد دفعت المعارضة داخل الجبهة و المتعاطفين معها، بكامل قواها من اجل ضمان تمثيل لها داخل اللجنة المركزية بغية النضال من الداخل بدلا من البقاء كمتفرج ينتقد من الخارج كما درجت العادة منذ خمس سنوات، وفي هذا الإطار يتداول أن زعيم المعارضة عباس ميخاليف الذي أبعد عن الحزب بسبب موالاته للأمين العام السابق علي بن فليس ، مرشح بقوة لنيل مقعد في اللجنة المركزية في انتظار الإعلان عن الأسماء الكاملة لاعضاءها قريبا . وبناء على ما تمخض عنه نتائج المؤتمر التاسع، لا يستبعد المراقبون، بقاء الخلافات داخل الحزب قائمة لتهدد كيانه كلما اقتربت استحقاقات انتخابية ، حيث يمتعض المناضلون عبر الولايات حيال " ركود " يطغى على نشاط الإطارات وأمناء المحافظات عبر الولايات، في وقت تطغى فيه الخلافات على مستوى المحافظات و القسمات، دفعت بالمناضلين إلى الاحتجاج أمام المقر المركزي للأفلان بحيدرة، على مدار الأشهر الماضية على غرار ما قام به مناضلو الشلف و البليدة قبل أسابيع. ويظهر أن مسؤول الحزب فهم رسالة المناضلين، حيث لم يستصغ، في السابق، ابتعاد المنظمات الجماهيرية و الجمعيات المحسوبة على الآفلان، عن الحراك السياسي، باعتبارها، الجهاز المحرك لتحضير الرأي العام للمواعيد السياسية المقبلة، واستفيد ، بان قيادات بعض التنظيمات، اشتكت لبلخادم، "عراقيل داخلية" تعيق الدفع إلى المشاركة في النقاش السياسي، بالشكل المنتظر منها. من جهة أخرى، مازالت نتائج الحزب في انتخابات مجلس الأمة الأخيرة تخيم على مستقبل الآفلان، حيث أستفيد أن القيادة المحلية للأفلان بسيدي بلعباس باشرت عملية غربلة داخل صفوف الحزب بعد الاشتباه في احتمال إسهام وجوه افلانية في ظفر مرشح حزب "الارندي" إبراهيم بوتخيل بمقعد مجلس الأمة. وقد شملت الاقصاءات الأخيرة كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية المطار، وأمين القسمة لنفس البلدية لتبقى الأبواب مفتوحة أمام إقصاءات أخرى " خاصة وان التحقيقات لا تزال متواصلة. كما رفض مناضلون وأمناء قسمات بسيدي بلعباس السياسة المنتهجة بداخل الحزب محليا, إذ طالب هؤلاء بإعادة النظر في هيكلة الحزب وتنظيمه عل مستوى محافظة سيدي بلعباس وإحداث التغيير الفوري المنتظر قبل موعد المؤتمر التاسع ل "الآفلان" , وذلك بعد أن وصفوا نتائج انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة الأخيرة ب "الضربة الموجعة التي يصعب تقبلها "بعد وقوفهم على الفارق الكبير بين ما تحصل عليه مرشح "الارندي" وما حاز عليه مرشح الحزب العتيد. ليلى/ع