أحب من أحب، وكره من كره، فإن منتخبي الأفلان على المستوى البلدي والولائي والوطني هم بوجه من الأوجه نخبة متقدمة من نخب حزب جبهة التحرير الوطني، من الذين نذروا أنفسهم للخدمة العامة، وممن انتقاهم الحزب للشأن العام، وهم بهذه الصفات يمثلون كل المناضلين من صغيرهم إلى كبيرهم، يمثلونهم في مواجهة الأحزاب المنافسة، ولدى الإدارة وعند عموم الناخبين. لذلك، فإن المنتظر من هذه الزبدة النضالية المتمرسة، والتي سبق لها أن خاضت غمار الانتخابات التمهيدية، أن تعمد اليوم إلى فرز زبدة الزبدة من بين مرشحيها لانتخابات مجلس الأمة، وأن تثبت لنفسها أولا وللمنافسين ثانيا، أن حزب جبهة التحرير الوطني قد خرج نهائيا من مرحلة التجاذب، وأنه قد خرج أكثر قوة ومناعة والتحاما بين مناضليه. المرحلة التي سبقت الانتخابات التمهيدية، والتي حكمت القيادة فيها، الصندوق والصندوق وحده، أثبتت بما يكفي، أن حزب جبهة التحرير الوطني، حزب ديمقراطي ولا يخشى أبدا أن تكون الكلمة الفاصلة بيد المناضلين والمناضلين وحدهم، ومن ثمة فإن الحزب مطمئن تمام الاطمئنان، أن الذين اختاروا المرشحين لن يتأخروا اليوم أيضا عن تأكيد خيارهم، لأنه قد تم دون ضغوط ولا تدخلات فوقية وبلا تحالفات ظرفية. وإذا كان صحيحا أن حزب جبهة التحرير الوطني يتوفر على أكبر وعاء انتخابي على الإطلاق، وعلى أكبر عدد من المنتخبين على مستوى المجالس المحلية والوطنية، فإن الصحيح أيضا أنه الحزب الذي يتوفر على أفضل الممثلين من حيث الكفاءة والتجربة، سواء على المستوى المحلي أو الولائي أو الوطني، وبالتالي فمن حق مرشحيه إلى مجلس الأمة ومن واجب منتخبيه على كل المستويات، أن يبرهنوا مرة أخرى للمشككين، أنهم كانوا وسيبقون رقما صعبا ليس من الممكن تجاوزه، مهما كانت المناورات ومهما يتم من تحالفات غير طبيعية. فلما كان حزب جبهة التحرير عصيا على الأعداء، وصعبا على المنافسين، فإنه سيؤكد اليوم أيضا، أنه الثابت والمتحول في الساحة السياسية، وأن من لا يحسب معه، خاسر لا محالة. التحرير