فقدت الجزائر خيرة أبنائها ورجال أخلصوا للوطن وضحوا في سبيل نيل استقلاله، كما تركوا بصماتهم واضحة في الجزائر المستقلة. المجاهد بشير بومعزة المجاهد بشير بومعزة الذي توفي في 6 نوفمبر الفارط في مدينة لوزان السويسرية عن عمر يناهز الثانية وثمانين عاما، بعد مرض عضال لازمه مدة سنتين، ولد في مدينة خراطة يوم 26 نوفمبر عام 1927 ، وألقت السلطات الاستعمارية القبض عليه يوم 2 نوفمبر 1954 بخراطة، فوضع تحت الإقامة الجبرية إلى غاية سنة 1956، فالتحق بعدها بفرنسا، وأنشأ لجان مساندة المساجين السياسيين، حيث ألقي عليه القبض مجددا، يوم 13 ديسمبر 1958، فنقل إلى سجن »فران«، الذي فرّ منه يوم 21 أكتوبر 1961، بطريقة ذكية وعجيبة، أثارت اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية آنذاك. وفي جوان 1959، قدم شهادته حول التعذيب الذي تعرض له في سجن »فران«، فنشرت في كتاب صدر بعنوان »التعفن«، وأحدث الكتاب ضجة كبيرة في أوساط المثقفين الفرنسيين المناهضين للاستعمار، بعد فراره من السجن، توجه بومعزة إلى ألمانيا، وأصبح عضوا فاعلا في فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا. شغل بومعزة عقب الاستقلال عدة مناصب وزارية في حكومة أحمد بن بلة، منها وزير العمل، ثم وزير الاقتصاد الوطني، وفي يوم 2 ديسمبر 1964 عيّن في منصب وزير الصناعة والطاقة ثم كلف بحقيبة الإعلام في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وأشرف بومعزة على رئاسة جمعية ماي 1945 بعد تأسيسها رسميا يوم 6 ماي 1990 بمدينة خراطة. ثم عيّنه الرئيس اليمين زروال في 5 جانفي 1998 رئيسا لمجلس الأمة، إلى غاية أفريل 2001. ------------------------------------------------------------------------ السعيد ايت مسعودان أول طيار جزائري المجاهد من مواليد 25 جويلية 1933 ببلدية حد الصحاري من أسرة محافظة كانت تسكن في زاوية عين أغلال أين تعلم فيها القرآن الكريم وبعد إتمام لطور الابتدائي انتقل إلى مدينة البليدة رفقة خاله ليواصل دراسته في الطور الاكمالي ليتم فتح مسابقة الدارسة بكلية الطيران بفرنسا بالثانوية التقنية ويدخل الكلية العسكرية عام 1955 أين كان من الأوائل. والتحق المجاهد بالجيش التحرير الوطني عقب اللقاء الذي جمعه ببوداود نائب عبد الحفيظ بوصوف عام 1955 واكتشفت السلطات الفرنسية الاستعمارية أمره بعد تلقيها لمعلومات بشأن المجاهد مسعودان أفضى بنفيه إلى ثكنة كولومار بفرنسا لكن هذا لم يفشل عزيمته للالتحاق بركب الثورة حيث خطط قياديو الثورة لعملية هروبه من الثكنة كولومار ليلتحق بجيش التحرير مجددا من ألمانيا بعد أن استقبله سفير الحكومة المؤقتة السيد عبد الحفيظ كيرمان وهو باتجاه ايطاليا ودخل بعدها إلى تونس سنة 1958 حيث كلف بتكوين الطيارين الجزائريين في عدة دول صديقة منها الصين وروسيا والعراق لكونه كان من أوائل الطيارين الجزائريين. بعد مسار طويل استرجعت الجزائر سيادتها أشرف ايت مسعودان على تكوين سلاح الجو بالجزائر ثم عين في منصب مستشار الرئيس الراحل هواري بومدين وكان من أقرب الناس إليه كما كان له الحظ أن أشرف على نقل رفات الأمير عبد القادر من دمشق إلى الجزائر. وبعد مدة تم تعيينه مدير للخطوط الجوية الجزائرية، ثم شغل مناصب وزارية منها وزير للبريد والمواصلات وزير الصحة و وزير الصناعات الخفيفة وكان أخر منصب سياسي له بين سنتي 1987 و 1992 حيث عين نائب رئيس البرلمان ليعتزل العمل السياسي. وتوفي المجاهد عن عمر ناهز ال 75 سنة بعد مرض عضال يوم الخميس 01 جانفي 2009 بالجزائر العاصمة . ------------------------------------------------------------------------ تسعة صحفيون يرحلون في 2009 شهد عام 2009 رحيل عدد كبير من زملاء المهنة في ظروف أقل ما يقال عنها أنها كانت صعبة، حيث غادرنا إلى الأبد الزميل شوقي مدني عن عمر يناهز 53 عاما، الذي كان آخر منصب تقلده نائب رئيس التحرير يومية »وقت الجزائر« ومصور »الشروق اليومي« أحميدة غزالي الذي توفي عن عمر يناهز 57 عاما، وحياة هارون الصحفية في يومية »لاديباش دوكابيلي « عن عمر يناهز 28 عاما بعد مرض عضال،وفقد جريدة المجاهد صحفيين اثنين هما مراد تيروش عن عمر يناهز 44 عاما و مولود بن محمد البالغ 56 عاما ومحند ساعو من القناة الثالثة للإذاعة الوطنية عن عمر يناهز 53 عاما، ثم المصورة بجريدة »أوريزون« ليليا بقتة عن 29 ربيعا، وسامية عفيري الصحفية بصحيفة »اليوم« عن عمر يناهز 30 عاما، ومحمد العيدي من »وقت الجزائر« عن 63 عاما.