أكد إسماعيل مصباح المدير الوقائي على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن عملية تلقيح موظفي السلك الصحي قد شهدت نوعا من التباطؤ وأنها انطلقت بوتيرة جد محتشمة، الأمر الذي دفع بالوزارة الوصية إلى تمديد حملة التلقيح إلى آجل غير مسمى بهدف تمكين أكبر عدد ممكن من الموظفين من الاستفادة من اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير، وعلى صعيد آخر كشف المتحدث عن انطلاق حملة تلقيح النساء الحوامل ابتداء من يوم غد، حيث يفترض تلقيح حوالي 650 ألف امرأة حامل ضد فيروس »أش 1 أن 1« خلال شهر جانفي الجاري. أرجع المدير الوقائي خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بمقر وزارة الصحة سبب عزوف موظفي قطاع الصحة عن الخضوع إلى التلقيح المضاد لأنفلونزا الخنازير إلى طبيعة القطاع نفسه، مشيرا إلى أن عدد الموظفين الذين استفادوا من التلقيح الخاص بالفيروس الكبدي لم يتجاوز نسبة 20 بالمائة، ومن هذا المنطلق فقد سعت الوزارة الوصية إلى استدعاء عدد من الأخصائيين والأطباء فيلا اجتماع طارئ يوم الخميس المقبل بهدف دراسة إمكانية إعادة بعث الحملة التحسيسية الخاصة بعمال هذا السلك لإقناع أكبر عدد ممكن من هذه الشريحة للاستفادة من اللقاح. وفي سياق متصل أكد الدكتور مصباح أن الفئة التي تأتي بعد عمال القطاع الصحي هي فئة النساء الحوامل، حيث أشار إلى أن الكميات المتوفرة في الوقت الحالي من اللقاح المضاد لفيروس »أش1أن1« تكفي لتلقيح مستخدمي الصحة وأكثر من 650 ألف امرأة حامل تم إحصاءها من طرف المصالح الصحية عبر القطر بالنسبة لشهر جانفي الجاري من مجموع 850 ألف حامل. وتعتبر المرأة الحامل - حسب المختصين - أكثر عرضة إلى الإصابة بأنفلونزا الخنازير نتيجة الحمل ونقص المناعة الذين يجعلان منها فضاء مناسبا للإصابة كما أن تعرضها لهذه الإصابة يمثل خطرين اثنين على صحتها الأول يظهر في اختلالات تنفسية حادة في حين يتمثل الخطر الثاني في وفاتها مع جنينها. وسجلت المصالح الصحية حتى الآن 42 حالة إصابة عند الحوامل من مجموع 746 حالة من بينها 11 وفيات معتبرة هذه النسبة مرتفعة وتمثل خطورة ما بين 5 إلى 10 مرات إذا ما تم مقارنتها بالشرائح التي أصيبت بالفيروس. وتوصي وزارة الصحة باللقاح ضد أنفلونزا الخنازير كل امرأة حامل في الأسبوع ال 20 من الحمل حسب توصيات المنظمة العالمية للصحة لان خطورة التعقيدات والوفاة عند المرأة الحامل "تظهر خاصة بين الثلاثي الثاني والثالث من الحمل، أما بالنسبة لبقية الحوامل اللواتي لم يتجاوز حملهن 20 أسبوعا ويعانين من أمراض مزمنة توصي الوزارة باللقاح ضد أنفلونزا الخنازير وبالنسبة للبقية ممن هن في صحة جيدة فلهن حرية الاختيار بين التلقيح من عدمه. واستنادا لما أكده إسماعيل مصباح فإن ما يقارب 600 ألف جرعة من اللقاح تجري مراقبتها من طرف المخابر المختصة وذلك من أصل مليون و300 ألف جرعة التي تم استلامها إلى حد الآن في انتظار وصول باقي الطلب المقدر ب 20 مليون جرعة على مدى ستة أشهر. وعن طبيعة اللقاح المستورد من طرف مخبر »جي أس كا« قال من جهته المكلف بالإعلام على مستوى الوزارة سليم بلقسام أن الجزائر كانت من الدول الأوائل التي سارعت بتقديم طلب اللقاح قبل بداية إنتاجه وبالتالي فإن الحديث عن وجود لقاح مدعم بمساند اللقاح الذي أثار الجدل في الفترة الأخيرة لم يكن مطروحا لكن الجزائر في كل الأحوال اختارت أحسن لقاح وأخذت بعين الاعتبار كل الشروط التي من شأنها ضمان سلامة مستعمليه. وفيما يتعلق بإمكانية إنتاج لقاح مضاد لأنفلونزا الخنازير على غرار ما قامت به بعض الدول باعتبار أن الأمر له علاقة بسيادة الدول، أكد بلقسام أن الجزائر قادرة على إنتاج مثل هذا اللقاح وهذا بعد سنوات من العمل، حيث أشار إلى أن معهد باستور كان مرجعا عالميا فيما يتعلق بالأمصال المضادة للتسممات العقربية، وعليه سيتم عرض مخطط وبرنامج لتطوير المعهد سيعرض قريبا على السلطات المعنية.