تنطلق اليوم على مستوى المؤسسات التكوينية عبر الولايات الفعاليات الرسمية للمنافسات المحلية لأولمبياد التكوين المهني في طبعتها الرابعة بمشاركة متربصين ومتمهنين من قطاع التكوين والتعليم المهنيين، حيث ستكون هذه المنافسات فرصة للشباب المتربص بمختلف مؤسسات التكوين لإبراز قدراتهم ومهاراتهم في مجال المهن والحرف. تشرع اليوم كافة مؤسسات التكوين المهني في المنافسات المحلية لأولمبياد المهن والحرف إلى غاية 14 جانفي الجاري، حيث سيقوم المتربصون بمجموعة من التمارين التطبيقية في بعض المهن والحرف منها صيانة التبريد والنقش على الخشب، البناء، الطبخ، النجارة، الميكاترونيك وميكانيك السيارات، الترصيص والحدادة، وتأتي الطبعة الرابعة للأولمبياد كاختبار لقدرات المتربص و مهارته في هذه المسابقة أين سيتم تقديم للمتنافس مخطط هندسي يمثل مهنة أو حرفة ما ومواد أولية على أن يعكف المترشح على تنفيذ وإنجاز ميدانيا ما يراه في المخطط. وخصصت وزارة التكوين والتعليم المهنيين لجان تقنية محلية تابعة للمديريات الولائية للتكوين المهني من أجل تهيئة الظروف المادية والمعنوية و مختلف احتياجات هذه المسابقات سعيا إلى إنجاح مجرياتها، كما تم إنشاء لجان تحكيم تعمل على اقتناء المترشحين المتألقين و تقييم المشاركين تضم مختصين من قطاع التكوين والتعليم المهنيين ومن عدة قطاعات ومؤسسات اقتصادية ومن غرف المهن والحرف التقليدية، بالإضافة إلى وضع دليل عملي وبطاقة تقييم تحمل مواصفات ومعايير تقييم موضوعية وكذا جدول تنقيط لكل تخصص، حيث سبق لوزير القطاع الهادي خالدي وأن أعلن عن مشروع تنفيذي يتعلق بتنظيم الأولمبياد الوطنية للتكوين المهني وهو الآن في طور الإنجاز، كما تم تشكيل لجنة عمل مكلفة بتحضير المشروع من أجل إعطاء التظاهرة إطارا قانونيا ملائما. و من المنتظر أن يشارك الناجحين في هذه المنافسات المحلية في التصفيات الجهوية التى ستجري في شهر أفريل القادم لاختيار الفائزين الأوائل الذين سيشاركون بدورهم في التصفيات الوطنية النهائية التى قرر تنظيمها في الفترة ما بين نهاية جوان وبداية جويلية، حيث ستشكل هذه التظاهرة الشبانية فضاء لاكتشاف الكفاءات والمهارات الشبانية في شتى المجالات وتساهم في توثيق الاتصال بين شباب من مختلف ولايات الوطن، فيما تعد هذه التظاهرة فرصة لتحفيز المتربصين والمتمهنين وكل أسرة التكوين لبلوغ مستويات الجودة في تأهيل اليد العاملة حتى تستجيب لمتطلبات سوق الشغل. وتكتسي هذه الأولمبياد بعدا ثقافيا بتثمينها للحرف التقليدية التى تضرب جذورها في أعماق التراث الجزائري بشتى أنواعها كما ستكون هذه التظاهرة فضاء لتوثيق أواصر الوحدة والمحبة بين الشباب، علما أن الأولمبياد تندرج في إطار السياسة التي انتهجتها الوزارة منذ عام 2005 وإلزامية إلى وضع وسائل تحفيزية تساهم في إبراز القدرات والكفاءات الإبداعية والمهنية للمتربصات والمتربصين في القطاع. أما بخصوص الأهداف التي رسمها قطاع التكوين والتعليم المهنيين في الأولمبياد، فتتعلق أساسا بترجمة التوجهات السياسية القاضية بوضع حيز التنفيذ برامج إصلاح المنظومة الوطنية للتكوين لا سيما برد الاعتبار للمهن اليدوية والحرف التقليدية والدفع بها إلى مستويات المهارة والامتياز خدمة للتنمية الاقتصادية الوطنية، وستكون هذه الأولمبياد منبرا يجمع بين الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والجهات المعنية بمجالي التكوين والتشغيل من أجل العمل الفعال في إطار منسق في مجال التكفل بالإدماج المهني للشباب.