كشفت مصادر رسمية مقرّبة من سفير الجزائر بمصر وممثلها الدائم بجامعة الدول العربية، بأن الأخير سيستأنف نشاطه الدبلوماسي بصورة عادية بداية الأسبوع الداخل، ونفت بشكل قطعي كل الأخبار المتداولة بشأن قرار الجزائر سحب سفيرها من القاهرة إلى حين عودة السفير المصري لاستئناف مهامه هو الآخر، وقالت مصادرنا إن بعض الانشغالات الطارئة وقفت وراء تأخير عبد القادر حجار عودته إلى مهامه. أشارت مصادر مؤكدة تحدّثت إلى »صوت الأحرار«، إلى أن سفير الجزائر بمصر اضطر إلى تمديد عطلته السنوية لأيام إضافية بالنظر إلى بعض »الانشغالات الطارئة« التي أعاقته في الالتحاق بمنصبه الدبلوماسي بالقاهرة، وحرصت في المقابل على التأكيد بأن هذه الانشغالات لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بما تحاول بعض الأوساط الترويج له دون سند على أساس »وجود أزمة دبلوماسية بين الجزائر ومصر« على خلفية عدم عودة سفير هذه الأخيرة عبد العزيز سيف النصر لمزاولة مهامه منذ شهر نوفمبر الماضي في أعقاب المباراة التي جمعت بين منتخبي البلدين بأم درمان والزوبعة التي أعقبتها من طرف الفضائيات المصرية. وبخلاف ما جاء في بعض التسريبات التي تشير إلى أن عبد القادر حجار امتنع عن الالتحاق بمنصبه في القاهرة ب »أوامر فوقية«، فإن مصادرنا أفادت بأن ممثل الجزائر الدائم لدى جامعة الدول العربية سيكون حاضرا في العاصمة المصرية خلال الأسبوع الداخل، ورغم أن الجهات التي تحدّثت إلينا لم تكشف عن تاريخ بعينه لعودة السفير حجار من جديد إلى مزاولة مهامه الدبلوماسية فإنه من المرجّح أن يتم ذلك خلال اليومين المقبلين على أقصى تقدير، أي مع بداية الأسبوع. والأكثر من ذلك فإن مصادرنا برّرت تحفّظها بخصوص الكشف عن تاريخ عودة السفير عبد القادر حجار إلى القاهرة، على أساس حرص المعني بالأمر على إحاطة هذه العودة بسريّة تامة تفاديا لوسائل الإعلام خاصة المصرية منها، ويأتي هذا الموقف مع علم السفير بأن تداعيات مباراتي 14 نوفمبر بالقاهرة و18 من الشهر ذاته بأم درمان بالسودان لا تزال تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين وتحديدا من الجانب المصري الذي لا يزال يستثمر فيها حتى الآن، وبالتالي فإن حجار يريد، بحسب الجهات ذاتها، تفادي الإعلام المصري الذي قرّر عدم إفادته بأي تصريح مهما حصل. وبقرار عودته من جديد إلى القاهرة يكون السفير عبد القادر حجار قد وضع حدّا للشائعات التي تضاربت بشأن تلقيه تعليمات من السلطات العليا للبلاد بعدم العودة إلى حين إقدام المصريين على إعادة سفيرهم من جديد إلى الجزائر، وقد سبق له وأن أكد لأكثر من مرة بأن مجيئه إلى الجزائر يأتي ضمن إطار عادي للاستفادة من العطلة السنوية بعيدا عن أية تأويلات أخرى، وهو ما أعلن خلال حفل الاستقبال الذي خُصّ به بمطار الجزائر الدولي يوم 12 ديسمبر الماضي عندما قال إنه سيعود لمزاولة مهامه بشكل عادي حينما تنهي إجازته. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن سفير الجزائربالقاهرة كان في واجهة الأحداث في أعقاب الهجمة المصرية الشرسة التي شنتها القنوات الفضائية ضد كل ما له صلة بالجزائر، حيث ذهب عبد القادر حجار إلى حدّ وصف مهامه حينذاك ب »المغامرة الحقيقية« بالنظر إلى المتاعب الكثيرة التي عاشها عن قرب والتي كان أبرزها محاولة الاعتداء على مقر السفارة الجزائرية وكذا اقتحام مقرّ إقامة السفير من طرف خمسة أشخاص عبر نهر النيل، لكن ذلك لم يمنع الرجل من الاستمرار في تأدية مهامه بشكل عادي، مثلما كان له الفضل في توفير الحماية الأمنية للرعايا الجزائريين المتواجدين بجمهورية مصر بفضل تنسيقه المتواصل مع مصالح الأمن المصري.