عاد، أمس، السفير المصري، عبد العزيز سيف النصر، إلى الجزائر لاستئناف مهامه الدبلوماسية بعدما ”تغيب” عن منصبه لمدة شهرين ونصف، وذلك عقب استدعائه من طرف القاهرة للتشاور حول ”الانحراف” الذي عرفته المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم بين الجزائر ومصر في كل من القاهرة والخرطوم وتزامنت عودة سيف النصر عبد العزيز مع تجديد الوزير الأول، أحمد أويحيى، أول أمس، رفض الجزائر لكل وساطة أو طلب الاعتذار، واعتبر عودة السفير الجزائري إلى القاهرة قطع الطريق أمام أي مسعى في هذا الاتجاه وتأكيد من الجزائر بأنها أكبر من أن تخسر علاقة أخوة تحت وقع الغضب، وقلل من شأن تأثر العلاقات الثنائية أو الوضع بالجزائر باستمرار هذا التشنج المصري، وقال ”حتى وإن لم يعد السفير المصري إلى الجزائر فإن الدنيا لن تتوقف في الجزائر، وستسير الأمور بشكل عادي جدا أيضا”. كما تأتي عودة السفير المصري بعد أيام من عودة عبد القادر حجار، سفير الجزائر في مصر إلى مهامه مباشرة بعد انتهاء فترة الراحة، كما سبق وأن أعلن عنها، بعد أيام مشحونة جدا في العلاقات الجزائرية - المصرية، سببها التجاوزات التي ارتكبت من طرف المصريين، مسؤولين وإعلاميين بحق الجزائر، حيث لم يهضموا تأهل الجزائر على حساب مصر إلى نهائيات كأس العالم، وهم الذين كانوا يروجون لشعار ”الجزائر بوابة مصر إلى جنوب إفريقيا”، حيث تكون عودة عبد القادر حجار إلى منصبه قد نفت وكذبت الإشاعات والمناورات التي رافقت عودته إلى الجزائر في وقت سابق، والتي ذهبت إلى حد ربط التحاقه بمنصبه بعودة سيف النصر إلى الجزائر بعد الأزمة التي انفجرت بسبب المباراة. ولم يرجع السفير المصري، سيف النصر عبد العزيز، بعد عودة العمال المصريين الذين هرعوا إلى بلادهم بسبب السموم التي كان يروج لها الإعلام المصري وحديثه عن تعرضهم للخطر، وأنهم في ”حاجة إلى الإجلاء” حفاظا على حياتهم، رغم أنه لم يتم تسجيل اعتداءات على مصريين في الجزائر، وهو ما أكده مسؤولو الشركات المصرية العاملة بالجزائر، عكس ما فعله المصريون بالجزائريين في مصر. واقتصرت الخسائر التي تسبب فيها بعض الشباب على ممتلكات بعض الشركات المصرية العاملة في الجزائر، والتي قامت قوات الأمن بوضع تعزيزات أمنية حول محيطها وعملت على حمايتها من ”غضب الشباب الجزائري”، الذي ثار بعد حادثة الاعتداء على عناصر الفريق الوطني في القاهرة واعتبروها حفرة، إلى جانب استنكارهم تصريحات مست مقدسات ورموز الجزائر، دولة وشعبا، لا لشيء إلا لأن المنتخب الوطني مرشح للتأهل لكأس العالم، وهو ما تحقق فيما بعد رغم أنف ومناورات أشباه الإعلاميين المصريين المدعمين بامتدادات سياسية مرتبطة بدوائر السلطة، وتحديدا بآل مبارك. وكانت الخارجية المصرية قد استدعت السفير سيف النصر يوم 21 نوفمبر الماضي، بسبب الأحداث التي أعقبت المباراة الفاصلة، وأعلنت أن عودته مرتبطة بزوال مسببات استدعائه، وتدل عودة السفيرين إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية وتفادي التصعيد بين الطرفين، اللذان كان قد اتفقا على التهدئة قبيل مباراة التأهل للدور نصف النهائي لكأس أمم إفريقيا، وبادر وزير الخارجية المصرية بالاتصال هاتفيا بوزير الخارجية مراد مدلسي، ليصدم الجزائريون فيما بعد بمناورة أخرى حبكت على مستوى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ونفذها بدقة وحنكة الحكم البينيني، كوفي كودجيا، ما يجعل دعوات التهدئة مجرد خديعة أخرى من الجانب المصري.