باشر عبد القادر حجار سفير الجزائر بمصر وممثلها الدائم بجامعة الدول العربية، أمس، مهامه رسميا بعد عطلة دامت لأكثر من شهر، وبعودته يكون قد وضع حدّا للإشاعات التي تمّ تداولها بقوة بخصوص رفض الجزائر إعادة سفيرها بالقاهرة إذا لم تقدم السلطات المصرية على نفس الخطوة كون سفيرها سيف النصر لم يلتحق بمنصبه منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي. وصل عبد القادر حجار مساء الأحد إلى مطار القاهرة الدولي حيث كان في استقباله عدد من موظفي السفارة الجزائرية هناك، ليستأنف مهامه الدبلوماسية بشكل عادي ابتداء من يوم أمس، وكان ممثل الجزائر الدائم بجامعة الدول العربية تحدّث نهاية الأسبوع الماضي عن عودته دون أن يحدّد تاريخا يعينه، وهو ما يفسّر صحة المعلومات التي كانت »صوت الأحرار« قد تداولتها قبل ثلاثة أيام والتي تتعلق برغبة المعني في إحاطة هذه العودة بالسرية والهدوء حتى تكون بعيدة عن أعين الصحافة المصرية. وكانت مصادر دبلوماسية تحدّثت إلى »صوت الأحرار« كشفت في وقت سابق أن سفير الجزائر بمصر اضطر إلى تمديد عطلته السنوية لأيام أخرى بسبب بعض الانشغالات التي وصفتها ب »الطارئة« أعاقته في الالتحاق بمنصبه الدبلوماسي بالقاهرة، وحرصت على التأكيد بأن هذه الانشغالات لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بما تحاول بعض الأوساط الترويج له دون سند على أساس »وجود أزمة دبلوماسية بين الجزائر ومصر«. وزيادة على أن عودة حجار إلى القاهرة تعتبر بمثابة تكذيب قاطع لكل التأويلات التي سعت أطراف الترويج لها، فإنها من جانب آخر تأكيد على رزانة المواقف الدبلوماسية الجزائرية في التعامل مع الاستفزازات المصرية المتواصلة خصوصا وان السفير المصري بالجزائر عبد العزيز سيف النصر سبق وان أعلن عدم رغبته في العودة من جديد »إذا لم تقدم السلطات الجزائرية اعتذارها للمصريين«. وكان سفير الجزائربالقاهرة في واجهة الأحداث في أعقاب الهجمة المصرية الشرسة التي شنتها القنوات الفضائية ضد كل ما له صلة بالجزائر، حيث ذهب عبد القادر حجار إلى حدّ وصف مهامه حينذاك ب »المغامرة الحقيقية« بالنظر إلى المتاعب الكثيرة التي عاشها عن قرب والتي كان أبرزها محاولة الاعتداء على مقر السفارة الجزائرية وكذا اقتحام مقرّ إقامة السفير من طرف خمسة أشخاص عبر نهر النيل، لكن ذلك لم يمنع الرجل من الاستمرار في تأدية مهامه بشكل عادي، مثلما كان له الفضل في توفير الحماية الأمنية للرعايا الجزائريين المتواجدين بجمهورية مصر بفضل تنسيقه المتواصل مع مصالح الأمن المصري.