سلمت الولاياتالمتحدةالأمريكية اثنين من المعتقلين بغوانتنامو إلى السلطات الجزائرية، ويأتي ذلك في وقت سرعت فيه واشنطن عملية إعادة المعتقلين إلى بلدانهم الأصلية أو نقلهم إلى بلدان أخرى تقبل استقبالهم استعدادا لإغلاق هذا المعتقل الأميركي السيئ الصيت، علما أن هناك بين 12 و13 جزائريا لا يزالون بهذا السجن ويرتقب تسليمهم للجزائر في المستقبل القريب. أعلنت وزارة العدل الأميركية أول أمس الخميس أن الولاياتالمتحدة نقلت معتقلين جزائريين من سجن غوانتانامو إلى بلدهما و سلمتهما للسلطات الجزائرية، وجاء في بيان للوزارة، تناقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أن »معتقلين جزائريين هما حسن زمري وعبد الهادي الجزائري بن حمليلي نقلا من سجن غوانتانامو« إلى الجزائر حيث تسلمتهما الحكومة الجزائرية، وبذلك يصل عدد المعتقلين الذين لا يزالون في القاعدة الأميركية إلى 196 معتقلا. وأكد بنفس المصدر أن الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي قدموا أول أمس الخميس مشروع قانون يهدف إلى تقييد عمليات نقل معتقلين من غوانتنامو إلى الخارج نحو دول مثل اليمن، ويطالب النص الرئيس الأميركي باراك أوباما بان يقدم ضمانات بان الدولة المعنية لا تدعم الإرهاب وأنها تسيطر على أراضها ولا تؤوي ملاذات لمنظمات مثل »القاعدة«، وفي الخامس من جانفي الجاري، أعلن البيت الأبيض انه قرر عدم نقل معتقلين من غوانتانامو إلى اليمن في الوقت الراهن بعد إحباط محاولة الاعتداء في 25 ديسمبر على طائرة أميركية من قبل شاب نيجيري يدعى عمر الفاروق عبد المطلب كان أقام، وربما تدرب في اليمن، وهو الموقف الذي جعل البعض يتخوف من أن تلجأ السلطات الأمريكية إلى توسيع هذه التدابير إلى دول ألأخرى من ضمنها الجزائر، خاصة بعدما أدرجت واشنطنالجزائر ضمن القائمة السوداء التي تم الإعلان عنها بعد محاولة تفجير بالطائرة الأمريكية، والتي تضم 14 دولة، يخضع رعاياها الذين يدخلون التراب الأمريكي إلى إجراءات أمنية استثنائية جد مشددة، منها دول تضعها أمريكا على محور الشر كإيران وسوريا وكوبا، وأخرى تعتبرها مصدرة للإرهاب كالعربية السعودية وليبيا. للعلم طلبت الحكومة اليمنية من واشنطن تسليمها رعاياها المعتقلين في غواناتنامو مؤكدة أنها قادرة على إعادة تأهيلم كي يتخلوا عن التطرف، يشار إلى أن الرئيس الأميركي حدد عند تسلمه مهامه في جانفي 2009 موعد جانفي 2010 لإغلاق معتقل غوانتنامو، لكن الإدارة الأميركية لم تتمكن من الالتزام بهذا الموعد، ولا يزال بالمعتقل الواقع في إحدى الجزر الكوبية، حسب ما أكده أمس رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان مصطفى فاروق قسنطيني في تصريح خص به » صوت الأحرار « بين 12 و13 جزائريا. وأوضح قسنطيني في نفس السياق أن السلطات الأمريكية سوف تواصل ترحيل المعتقلين من سجن غوانتنامو إلى بلدانهم الأصلية أو إلى الجهات التي يريدونها هم، وهذا نظرا للالتزام الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مضيفا بأن أوباما أخذ على عاتقه مهمة مسح فضيحة غوانتنامو التي تسبب فيها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية متأكدة بان أحسن وسيلة للتخلص من هذا العبىء الثقيل هو ترحيل المعتقلين وتسليمهم إلى سلطات بلدانهم، على اعتبار أن واشنطن تفتقر إلى أي دليل يسمح لها بمحاكمة السواد الأعظم من الأشخاص الذين اعتقلتهم. وأكد رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان أن تعاطي القضاء مع قضية المرحلين من سجن غوانتنامو هو تعامل عابدي، أي بنفس الشكل الذي تم لحد الآن والذي مس حوالي 13 شخصا سلمتهم أمريكا للسلطات الجزائرية، ورجح أن يتم تركهم في حالة إفراج إلى غاية محاكمتهم وهذا حسب الملف القضائي المرفق بكل شخص.