أعاد الجيش الأمريكي معتقلا جزائريا سجينا في غوانتانامو إلى الجزائر، في عملية إفراج جديدة شملت خمسة معتقلين آخرين إلى بلدانهم الأصلية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، حسب موقع قناة "سي. أن. أن" الأمريكية، إن أربعة سجناء أعيدوا إلى العراق وواحد إلى أفغانستان وآخر إلى الجزائر. وبينما لم يوضح المصدر الأمريكي حيثيات الإفراج عن المعتقل الجزائري الجديد وما إذا كان الأمر حدث بناء على حكم قضائي جديد أو سابق، أم بقرار سياسي يتزامن والاستعدادات الجارية لغلق معتقل غوانتانامو فور تسلم الرئيس الجديد مهامه بالبيت الأبيض يوم غد، يبقى مصير نصف المعتقلين الجزائريين في غوانتانامو مجهولا، بما في ذلك إمكانية طعنهم أمام المحكمة العليا في إجراء اعتقالهم، على غرار جزائريي البوسنة المفرج عنهم، خاصة وأن بعض الأوساط الأمريكية لا تستبعد لجوء البانتاغون إلى نقل المعتقلين إلى سجون داخل القواعد الأمريكية بدلا من التعجيل بمحاكمتهم أو الإفراج عنهم. وكان وزير الخارجية مراد مدلسي قد وعد في وقت سابق بطي ملف المعتقلين الجزائريين في معتقل غوانتانامو الأمريكي قبل إغلاقه، وأكد أن المفاوضات مع الطرف الأمريكي بخصوص الجزائريين المعتقلين متواصلة. ولمعرفة مصير باقي المعتقلين الجزائريين، اتصلنا برئيس الهيئة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، الذي لم يستطع إفادتنا بجديد يذكر، كون "الأمر يخرج عن نطاق تخصصه"، كما قال ونظرا "لسرية المفاوضات الجارية بين الطرف الجزائري والأمريكي في هذا الشأن". ولاتزال الولاياتالمتحدة، حسب تقارير جديدة، تعتقل مئات السجناء في غوانتانامو، منذ الإطاحة بحركة طالبان في أفغانستان من دون محاكمة. وتقول وزارة الدفاع الأمريكية، إن هناك نحو 250 معتقل مازالوا محتجزين في غوانتانامو، بينهم 50 معتقلا قيد الترحيل أو الإفراج عنهم، لكن الولاياتالمتحدة تجد صعوبة في إيجاد دول تقبل استقبالهم، على حد قول المسؤولين الأمريكيين. " وتقول منظمات حقوق الإنسان إن "أربعين إلى خمسين معتقلا قد يواجهون الاضطهاد إذا ما تم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية". وإلى حد الساعة لم تبد أي دولة خارج جنسيات المعتقلين رغبة في استقبالهم رسميا وذلك تخوفا من تأثر أمنها، ماعدا فرنسا والبرتغال، التي اعتبرت موافقتها مسعى منها لمساعدة واشنطن على التخلص من المعتقل الفضيحة، خاصة وأن البنتاغون كان "قد كشف قبل أقل من أسبوع أن العشرات من المشتبهين بالإرهاب والذين كان يعتقلهم في معتقل غوانتانانو، يعتقد أنهم يعودون لممارسة أنشطة إرهابية. وقال جيف موريل، المتحدث باسم البنتاغون إنه ومنذ العام 2002، ارتكب 61 معتقلاً سابقاً من معتقلي غوانتانامو، أو يشتبه بأنهم ارتكبوا هجمات بعد الإفراج عنهم من المعتقل".