أعادت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الجزائر أحد رعاياها الذين كانوا محتجزين بمعتقل غوانتنامو بتهمة الإرهاب، وتم ذلك ضمن دفعة مشكلة من خمسة معتقلين أعيدوا إلى بلدانهم في إطار سعي واشنطن لغلق ملف هذا المعتقل الذي أساء إلى صورة أمريكا في العالم. كشفت مصادر مطلعة عن إطلاق الولاياتالمتحدةالأمريكية ستة أشخاص كانوا معتقلين لديها في جزيرة غوانتنامو الكوبية، وأضافت أن الإسلاميين الستة أعيدوا إلى بلدانهم أول أمس السبت، وكشف متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأن أربعة معتقلين أعيدوا إلى العراق وواحد إلى أفغانستان وواحد إلى الجزائر، ولم تقدم وزارة الدفاع الأمريكية تفاصيل أخرى عن أسماء المعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم. وكانت الولاياتالمتحدة قد أطلقت سراح عدد من الجزائريين عدد منهم يحملون الجنسية البوسنية، علما أن عدد الجزائريين بمعتقل غوانتنامو كان في حدود ال 25 عنصرا، أغلبهم ألقت الاستخبارات الأمريكية القبض عليهم في باكستان والبوسنا، كانوا يمارسون التجارة أو ينشطون ضمن جمعيات خيرية أو مقيمين على غرار الجزائريين الستة الذين اختطفته المخابرات الأمريكية في نهاية 2001 بسراجيفو من أمام باب المحكمة ومباشرة بعد تبرئتهم من قبل القضاء البوسني من أي تهمة تتعلق بالنشاط الإرهابي. وباستثناء بلقاسم بن صياح الذي تابعه القضاء الأمريكي بتهمة الذهاب إلى أفغانستان بنية قتال الأمريكيين، فإن باقي الجزائريين الذين تم إطلاق سراحهم من معتقل غوانتنامو أو الذين لا يزالون محتجزين في هذا المعتقل الفضيحة ليس هناك أي دليل ضدهم، ولم تجد السلطات الأمريكية حسب ما صرح به في وزير العدل الأمريكي السابق أشروف أي دليل يدينهم بالإرهاب أو السعي إلى بمقاتلة أمريكا. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان عسكري: "هذا التحويل يوضح رغبة الولاياتالمتحدة عدم احتجاز المعتقلين فترة أطول من اللازم، ودليل على الإجراء الذي بدأ العمل به لتقييم كل حالة على حدة."، ويدخل المعتقلون الستة ضمن مجموعة من 60 أشارت الولاياتالمتحدة مسبقاً إلى إمكانية إطلاق سراحهم، فيما تقبع البقية في انتظار اكتمال الإجراءات المعمول بها تمهيداً لإخلاء سبيلهم، بينما تناقش الحكومة إجراءات نقلهم مع حكومات أوطانهم، حسب ما تؤكده مصادر إعلامية أمريكية. للإشارة فإن إطلاق سرح ستة معتقلين من غوانتنامو من بينهم جزائري يأتي 36 ساعة قبل تسلم الرئيس المنتخب باراك أوباما رسميا مهامه خلفا لجورج بوش في البيت البيض، والمعروف أن الرئيس الأمريكي الجديد كان قد وعد بغلق معتقل غوانتنامو الذي يعد رمزا للانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها الإدارة الأمريكية ضد المسلمين منذ هجمات 11 سبتمبر تحت عنوان الحرب على الإرهاب، ويذكر أيضا أنه لا زال هناك 245 سجينا محتجزون في معسكر الاعتقال في القاعدة البحرية الأمريكية الموجودة في جنوبكوبا.