أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي لدى تدشينها لدار عبد اللطيف على الاستمرار في سياسة ترميم التراث الجزائري، حيث أشارت إلى الورشات المفتوحة في أل 48 ولاية من الوطن، كما ذكرت بأهم الإنجازات التي تجرى حاليا بمنطقتي غرداية والوادي. دشنت اليوم الثلاثاء دار عبد اللطيف التاريخية التي تعد جزءا من 120 مقر للفحص تم بناؤهم خلال العهد العثماني، بعد أن أجريت عليها عمليات ترميم. توجد هذه الدار التي كلفت عملية ترميمها 56 مليون دج، على منحدرات منطقة الحامةبالجزائر العاصمة وتمنح منظرا جميلا على واجهة الجزائر العاصمة، واعتبرت تومي لدى تطرقها إلى عملية ترميم الدار والتقنيات المستعملة، أن الغلاف المالي المخصص للعملية "قليل جدا"، مقارنة مع العمل الذي أنجز والذي تطلب تقنيات رفيعة المستوى، كما ذكرت الوزيرة في هذا الإطار بوجود ورشات ترميم في 48 ولاية من الوطن، خاصة تلك التي تجري حاليا بمنطقتي غرداية والوادي. للإشارة فقد أشرف على عمليات ترميم هذه الدار التاريخية ذات الطابع الأصلي العربي والعثماني مؤسسات ومهندسون ومختصون جزائريون شباب، وفي هذا الإطار أشادت وزيرة الثقافة خليدة تومي بكل الجهود التي بذلها هؤلاء المختصين من الشباب في مختلف المهن لاستعادة هذه الدار العتيقة، داعية إلى وجوب توفير كل الإمكانيات للشباب لتحقيق نفس المشاريع في مختلف مناطق الوطن، الغنية بالمواقع الأثرية. فقد استطاع هؤلاء الشباب إعادة الدار إلى أصلها الحقيقي بعد أن تعرضت إلى تشويه في بداية الاستعمار، الذي حولها إلى ثكنة عسكرية ثم إلى مقر للفنانين عام 1906. للتذكير هذه الإقامة العتيقة التي بنيت في القرن ال16 والتابعة لعائلة من فحص منطقة الحامة، تعد من أهم المواقع الأثرية المتميزة بطابعها العمراني العربي العثماني الأصيل. وكانت هذه الدار المحاطة بحدائق جميلة، قد صنفت ضمن التراث الوطني التاريخي منذ 1972 بمثابة مقر عائلي، كان يقصدها سكان الفحص من الإشراف والأغنياء، أثناء الحكم العثماني خلال فترات الربيع والصيف للتمتع بالحدائق الجميلة واستنشاق الهواء النقي. استغرقت عملية ترميم هذه الدار التي كانت ملك القايد حسن ثم سكنها العديد من الإشراف الآخرين من بينهم علي آغا وحاج محمد خوجة ليشتريها سنة 1795 محمد بن عبد اللطيف أكثر من سنتين، حيث جندت لها كل الإمكانيات المادية والبشرية لاسترجاعها والحفاظ عليها. وتتشكل هذه الدار العتيقة من عدة غرف وحمام تقليدي وبهو يسمى الرياض وهو عبارة عن مكان مخصص للحفلات إلى جانب حدائق كبيرة.