كشفت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن موافقة الحكومة تخصيص مبلغ 470 مليون دج لترميم المواقع الأثرية في منطقتي "قرارة" بغرداية و"قمار" بالوادي، مشيرة خلال افتتاحها أوّل أمس "دار عبد اللطيف" التي من المنتظر أن تكون "إقامة الفنانين"، إلى أنّ ورشات للترميم افتتحت في 48 ولاية عبر الوطن. تومي التي أشادت بالعمل الجبّار الذي قام به المهندسون والحرفيون الجزائريون لترميم "دار عبد اللطيف" خاصة الشباب منهم، أكّدت أنّ العمل سيتوفّر لجميع الشباب المشتغلين في هذا المجال بعد أن أثبتوا قدراتهم من خلال مشروع "دار عبد اللطيف" الذي يعدّ أول مشروع ترميم مائة بالمائة جزائري. وفي سياق آخر، كشفت عن إنشاء المدرسة الوطنية العليا لترميم الممتلكات العقارية المنقولة وغير المنقولة التي تنتظر مصادقة الحكومة على مرسومها التنفيذي خلال الأسابيع القادمة لتفتح أبوابها مع بداية الموسم الدراسي المقبل، مشيرة إلى أنّ هذا المشروع من شأنه تكوين مختصين في مختلف مجالات الترميم وهو ما تفتقر إليه الجزائر المعروفة بثرائها الثقافي وتعدّد مواقعها الأثرية على حد تعبير الوزيرة . وفي خضم حديثها، أكّدت خليدة تومي أنّه وقبل 2003 تاريخ صدور المرسوم التنفيذي الخاص بتنظيم ممارسة الأعمال الفنية المتعلّقة بالممتلكات العقارية المحمية كان التعامل مع هذه المواقع يتم بنفس الطريقة مع البناء العادي ما تسبّب في أخطاء كثيرة تقول تومي، وهو ما دفع إلى التفكير في تشكيل لجنة قطاعية وطنية قبل ثلاث سنوات بموجب المرسوم التنفيذي رقم 03-322 في أكتوبر 2005، هدفها تأهيل المهندس المعماري المتخصّص في المعالم والمواقع الأثرية المحمية وسيرها، وقد استطاعت هذه اللجنة خلال سنتين فقط - تضيف المتحدّثة - تكوين 42 مهندسا مختصا ومؤهّلا، ورغم قلّة هذا العدد بالنظر لشاسعة الجزائر -تضيف تومي- فإنّ هؤلاء المتخرجين سيشكّلون الأرضية الأساسية التي ستقوم عليها المدرسة العليا للمهندسين المزمع افتتاحها خلال الموسم الدراسي القادم في "دار الصوف" بالقصبة. وبالمناسبة أشرفت وزيرة الثقافة على توزيع الجوائز والشهادات التقديرية على المتخرجين ال42، وقبل ذلك قامت الوزيرة بجولة عبر أجزاء الدار بما فيها المستودع الذي حوّل إلى ورشات عمل للفنانين والبناية الرئيسية التي ضمت الغرف وفضاءات العرض ...وغيرها. وفي سؤال عن كيفية اختيار الفنانين الذين سيستفيدون من الإقامة أشارت تومي في تصريح ل "المساء" أنّ الأمور لم تتّضح بعد وأنّ النظام الداخلي للدار ستحدّده الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي التي ستتّخذ من الدار مقرا لها، لتؤكّد بالمقابل أنّ هذا الفضاء لن يكون مفتوحا لكلّ من هبّ ودبّ ولكن لمن استطاع أن يثبت تميّزه ربما من خلال مسابقة تشرف عليها المدرسة العليا للفنون الجميلة. وقد شهد حفل الافتتاح عرضا مسرحيا مصغّر بعنوان "التمثال" تمّ انجازه بالاشتراك لأوّل مرة بين المعهد الوطني لفنون العرض والسمعي البصري والمدرسة العليا للفنون الجميلة وكذا المدرسة العليا للموسيقى، إلى جانب حفل موسيقي كلاسيكي قدّمه المعهد الوطني العالي للموسيقى بالاشتراك مع المعاهد الجهوية للموسيقى لكل من وهران، باتنة، البويرة والعاصمة. يذكر أنّ "المساء" انفردت بنشر مقال كامل عن مشروع "دار عبد اللطيف" ومختلف مراحل ترميمه وتكاليف انجازه في عدد أوّل أمس.