لم يتوان بعض عمال دار الأشخاص المسنين والمعوقين الكائنة بحيّ سانت ايبار بوهران في فضح سلسلة المهازل المتواصلة في عملية تسيير هذه المؤسسة، مطالبين من خلال رسائل وشكاوى، كلّ من وزارة التضامن ومديرية النشاط الاجتماعي بوقف التجاوزات المرتكبة من طرف بعض المسئولين، الذين قفزوا حسبهم على القوانين. حسب ما يدور بين العمال والموظّفين ورسائل وشكاوى عديدة رفعت إلى مديرية النشاط الاجتماعي، فإنّ الإدارة اتخذت التهديد والوعيد طريقة مثلى في الضغط على العمال، وأحيانا محاولة شراء ذممهم بهدايا هي في الأصل ملك للمسنين، مقابل سكوتهم عن الفضائح المرتكبة في التسيير، حيث ذكروا في ذات الرسالة المعنونة بطلب تحقيق أنه بتاريخ 29 أفريل 2009 جمعتهم الإدارة وقامت بتوزيع أكثر من 35 كيس على العاملات، خاصة بلوازم الحمام وأدوات نظافة"، لكن اللافت في أمر هذه الهدايا »المشبوهة« أنه تمّ إخراجها من مخزن المؤسسة باسم المسنات والمعوقات، وهو ما اعتبره العمال سطو باسم القانون على أملاك النزيلات التي من المفروض أن تحرص الإدارة على حمايتها لا أن تكون طرفا في تمكين أشخاص آخرين منها، حتى ولو كان المستفيدون هم عمال المؤسسة، وكان العمال قد منيوا بخيبة أمل كبيرة، بعد زيارة المفتش الإداري إلى دار المسنين، الذي استدعاهم إلى اجتماع طارئ وأعاد تنصيب إحدى الموظفات وهي رئيسة مصلحة برتبة مربية خاصة، كان العمال قد أبدوا في وقت سابق عدة تحفظات على طريقة تسييرها لشؤون النزلاء، إلا أن ذات المفتش حسبهم طالبهم بالائتمار بأوامرها والنهي بنواهيها، وفي حال العكس، سيتعرضون إلى إجراءات عقابية، هذا وقد أخطر العمال المديرية الوصية، بأنهم قرروا مقاطعة المربية الخاصة، مطالبين في الوقت ذاته بإيفاد لجنة تحقيق للوقوف على التجاوزات الحاصلة في عملية تسيير دار المسنين، وكذا التدخل لإرجاع اللوازم التي سلبت من المسنات قسرا وإعادتها إلى المخزن. مهازل إدارة دار العجزة لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت إلى سيارة الإسعاف الوحيدة التي تتوفر عليها المؤسسة، حيث ذكر ممثل العمال المشتكين أنها باتت تستخدم من طرف مديرية النشاط الاجتماعي لجمع المتشردين وتحويلهم على دار الرحمة بمسرغين، وأكثر من ذلك تستعمل لأغراض شخصية، في حين أنه من المفروض ألا تتخطى سيارة الإسعاف، أسوار المؤسسة، إلا في حالة وحيدة وهي نقل النزلاء الذين هم في حالة صحية حرجة إلى المستشفى، علما أن سيارة أخرى من تابعة للمؤسسة، لا تزال معطلة منذ 7 أشهر، ولم يتم إصلاحها إلى حد الساعة، زيادة على العناية السيّئة بالمسنّين على مستوى جميع الأصعدة وأمام هذه الكوارث المسجلة في تسيير المرفق الإنساني المذكور، جدد العمال مطلبهم القاضي بتدخل المديرية الوصية لوضع حد لهذه التجاوزات التي قالوا بأن أولى ضحايا هم النزلاء من معوقين ومسنين وراسلوا وزارة التضامن من أجل التدخّل والحدّ من الانتهاكات الواقعة.