اتهم عيسى بلخضر رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم بالسعي إلى تحطيم الجمعية، وبعرقلة انطلاق أشغال المؤتمر الخامس الذي كان يفترض أن يعقد أمس ببومرداس قبل أن تتراجع السلطات الولائية عن الترخيص للمؤتمر الذي تم تحويله إلى مقر الجمعية لكن اقتحام أنصار أبوجرة للقاعة بعد تحطيم الباب كان سببا في مواجهات جسدية بين الحضور وسقوط عدد من الجرحى. انتقلت تداعيات الصراع حول رئاسة حركة مجتمع السلم الذي اندلع قبل المؤتمر الرابع المنعقد نهاية شهر أفريل الماضي، إلى جمعية الإرشاد والإصلاح الموالية للحركة، حيث اتهم رئيس الجمعية بلخضر عيسى في اتصال هاتفي معه رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني بالعمل على تحطيم الجمعية والقضاء عليها بعدما فشل في بسط يده ونفوذه عليها، وقال إن أبو جرة وأعضاء المكتب الوطني لحمس حاولوا اقتحام المؤتمر الذي قررت الجمعية عقده في مقرها الواقع ببئر خادم رفقة مناضلين من الحركة في محاولة للتشويش على المؤتمر والحيلولة دون انعقاده، وحسب الأصداء الواردة من مقر الجمعية فإن أبوجرة الذي كان موجودا في سيارته بالقرب من المقر أمر أنصاره بتحطيم الباب واقتحام القاعة بعد محاصرتها لعدة ساعات، حيث اندلعت مواجهات مباشرة بين الطرفين أوقعت عددا من الجرحى ولم تتم السيطرة على الموقف إلا بعد تدخل عناصر الدرك الوطني التي فتحت تحقيقا في ما حدث. وأكد المتحدث على استقلالية الجمعية من الناحية القانونية وأنه يفترض أن لا علاقة لها بحركة مجتمع السلم التي تحاول قيادتها فرض الوصاية على الجمعية والتدخل في تسييرها مثلما يذهب إليه بلخضر، معترفا في المقابل بميول الجمعية اتجاه الأحزاب ذات التوجه الإسلامي ومساندتها لها إلا أن هذا لا يلغي استقلالية الجمعية التي لا علاقة لها بالسياسة لأنها جمعية خيرية ودعوية وتنشط في المجال الاجتماعي بعيدا عن الحسابات السياسية، مبرزا في السياق نفسه التزام الجمعية بالأطر التنظيمية وأنها من بين الجمعيات الحريصة على عقد مؤتمراتها في مواعيدها، وقال إن الجمعية كانت تلقت ترخيصا بعقد المؤتمر في زموري بولاية بومرداس قبل أن تتراجع السلطات الولائية عن الترخيص في آخر لحظة وساعات فقط قبل موعد انطلاق المؤتمر حيث بلغت قيادة الجمعية مساء أمس الأول بالقرار، وهو ما أربك الجمعية التي حضر ممثلو فروعها من جميع الولايات، وقررت نقل المؤتمر إلى المقر الوطني للجمعية، وأضاف بلخضر أن أبوجرة والموالين له التحقوا بالمقر وحاولوا اقتحام القاعة قائلا "وهو ما رفضناه باعتبار أن لا علاقة لهم بالجمعية وليسوا مدعوين للمؤتمر الذي يقتصر على المندوبين"، مؤكدا أن 95 بالمائة من المندوبين كانوا داخل القاعة أما الذين خارجها فلا تمثيل لهم في الجمعية. ومعلوم أن الصراع الدائر على قيادة جمعية الإرشاد والإصلاح هو امتداد للصراع بين تياري أبوجرة سلطاني ونائبه الأسبق عبد المجيد مناصرة قبل المؤتمر الرابع على رئاسة الحركة والذي عادت الكلمة الفصل فيه لتيار أبوجرة بعد انسحاب مناصرة من المنافسة، ومن وجهة نظر المتتبعين فإن الصراع الدائر حاليا من أجل الاستيلاء على جمعية الإرشاد والإصلاح هو حلقة جديدة في الصراع الذي لم يتم الحسم فيه بشكل نهائي في المؤتمر الأخير لحمس وإنما أجل إلى حين، وهو ما بدا واضحا في أول دورة لمجلس الشورى المنبثق عن المؤتمر والذي قاطعه أنصار مناصرة.