انشقت جمعية الإرشاد والإصلاح إلى قيادتين الأولى يمثلها الرئيس الأسبق عيسى بلخضر أو الجناح الموالي لعبد المجيد مناصرة، وقيادة منشقة يمثلها نصر الدين شقلال الموالي لرئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، في انتظار فصل وزارة الداخلية في الأمر، وقد طعن بلخضر في المؤتمر الموازي متهما القيادة التي انبثقت عنه بانتحال صفة واستعمال أختام الجمعية. انتقل الصراع بين أبو جرة ومنافسه الأسبق على رئاسة حركة مجتمع السلم إلى جمعية الإرشاد والإصلاح التي أصبحت ومنذ نهاية الأسبوع المنقضي بقياديتين ورأسين، فبينما عقدت القيادة السابقة مؤتمرها الخامس في مقر الجمعية، عقد الجناح الموالي لرئيس حمس مؤتمرا موازيا في فندق الأروية الذهبية ببن عكنون تحت شعار "نحو احترافية في العمل الخيري" أسفر عن قيادة جديدة يمثلها نصر الدين شقلال كرئيس للجمعية وهيئات قيادية جديدة مع إدخال تعديلات في القانون الأساسي للجمعية، حسب البيان الصادر عنها، تلقت "صوت الأحرار" نسخة عنه. وفي الجهة المقابلة اختتمت القيادة الحالية مؤتمرها الخامس أمس الأول بإعادة انتخاب بلخضر عيسى على رأس الجمعية لعهدة ثالثة رغم الصعوبات التي وجدتها في تنظيم المؤتمر بعد اقتحام الجناح الآخر للقاعة بالأسلحة البيضاء مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، وفي اتصال هاتفي مع بلخضر طعن هذا الأخير في شرعية ما بادر به الجناح الموالي ل "أبو جرة" واتهمهم باستعمال أختام الجمعية وانتحال الصفة، وقال إنهم مجموعة من المنشقين الذي تم إقصاءهم من الجمعية، متسائلا عن الصفة التي عقدوا بموجبها المؤتمر ومن دعا إلى المؤتمر؟ وعن قضية الترخيص فقد لمح المتحدث إلى تدخل من جماعة أبو جرة على مستوى المصالح الولائية لبومرداس لسحب الترخيص لعقد المؤتمر، وهو ما اضطر الجمعية إلى تنظيمه في مقرها الكائن ببئر خادم، مشيرا إلى أن الجمعية حاولت الاتصال بوزير الداخلية لكن وبالنظر إلى كان في مهمة خارج العاصمة فقد أشعرت وزارة الداخلية بعزمها تحويل المؤتمر إلى مقر الجمعية، واتهم بلخضر أبو جرة بالسعي إلى تحطيم الجمعية وتحويلها إلى مجرد دائرة تابعة للحركة، مؤكدا أن هذا الأخير وعند حضوره يوم الأربعاء إلى مقر الجمعية بهدف فرض أتباعه المقصيين لقيادة الجمعية تعمد التشويش على المؤتمر والحيلولة دون انعقاده، مؤكدا بأن أبو جرة وزع على المندوبين بيانات جاء فيها أن جمعية الإرشاد والإصلاح ليست جمعية بل مجرد أمانة في حركة مجتمع السلم، واستنكر محدثنا التصرفات التي قام بها أبو جرة وأتباعه باقتحام القاعة وكسر الأبواب بالفؤوس والأسلحة البيضاء قائلا " من العار أن تصدر هكذا تصرفات من الذين يحسبون أنفسهم على التيار الإسلامي"، وأضاف بالقول إن مؤسسي الجمعية التي يتجاوز عمرها اليوم 20 سنة لن يسمحوا بتحطيم هذا المكسب الذي أصبح مكسبا لكل الجزائريين من خلال النشاطات الخيرية التي يقوم بها سواء في التصدي للآفات الاجتماعية أو في محو الأمية أو حماية الطفولة، مبرزا أن الجمعية أكبر بكثير من مجرد وعاء سياسي يتجاذبه هذا التيار أو ذاك. وأضاف المتحدث أن المؤتمر وجه دعوة صريحة إلى رئيس الجمهورية من أجل الترشح لعهدة رئاسية جديدة باعتباره صاحب رؤية إستراتيجية واضحة، مجددين الدعم الكامل للمسار الذي طبقه منذ توليه شؤون البلاد، سيما في مجال المصالحة الوطنية وفي رعاية الأعمال الخيرية مذكرا بالرعاية التي أولاها رئيس الجمهورية لثلاث من أكبر النشاطات التي قامت بها الجمعية. ومعلوم أن الصراع الدائر على قيادة جمعية الإرشاد والإصلاح هو امتداد للصراع بين تياري أبو جرة سلطاني ونائبه الأسبق عبد المجيد مناصرة قبل المؤتمر الرابع على رئاسة الحركة والذي عادت الكلمة الفصل فيه لتيار أبو جرة بعد انسحاب مناصرة من المنافسة، ومن وجهة نظر المتتبعين فإن الصراع الدائر حاليا من أجل الاستيلاء على جمعية الإرشاد والإصلاح هو حلقة جديدة في الصراع الذي لم يتم الحسم فيه بشكل نهائي في المؤتمر الأخير لحمس وإنما أجل إلى حين، وهو ما بدا واضحا في أول دورة لمجلس الشورى المنبثق عن المؤتمر والذي قاطعه أنصار مناصرة.