المهازل تأتي تباعا هذه الأيام من الشرق وبالتحديد من مصر..حيث لا يزال يخرج إلينا الأزهر بقيادة الشيخ الطنطاوي بفتاوى تثير العجب دونما سبب بشكل أضرّ كثيرا بمصداقية هذه المؤسسة واستقلاليتها وأسقط عنها آخر أوراق التوت وكشف العورات والعيوب. أجل، فبعد مسخرة فتوى جواز بناء جدار العار على حدود غزة مما يعني الإمعان في حصار أهلها هناك لحسابات سياسية مقيتة وخدمة للإستراتيجية الصهيونية والأمريكية.. وقبل أن يجف حبر الجدل الذي أثارته الفتوى والتناقض الذي أحدثته في وجه فتوى الشيخ القرضاوي وعبد الرحمن شيبان وعبد المجيد الزنداني وغيرهم كثير.. هاهي لجنة الفتوى في الأزهر تحرّم الدخول إلى موقع الفايس بوك، واعتبرت زائري هذا الموقع العالمي آثمين شرعا. أجل، هذه فتوى تحريم الفايس بوك، المتهم بنشر الرذيلة والتشجيع على الخيانة في أوساط المسلمين، فهل الخيانة الزوجية ظاهرة جديدة مرتبطة ب ظهور الفايس بوك وهل يوجد في هذا الموقع أصلا ما يحث على الرذيلة ويشجع عليها؟ مثل هذه الفتاوى تقدّم صورة مضحكة ومبكية لما وصل إليه الأزهر وشيوخه، وتذكرنا بفتوى تحريم البوكيمون ودمية ميكي ماوس و غيرها من الغرائب والعجائب في زمن فقهاء السلطان والجهل والمركّب..! صارت الفتاوى تصدر تحت الطلب، ولا يحضر فيها أي منطق علمي يبرر أسباب و ظروف الإفتاء في أمور المسلمين، و أصبح العاقل يدرك أن الحلال والحرام أصبح خاضعا لمزاج أولي الأمر وخزعبلات بعض الشيوخ والفقهاء. منطق هؤلاء يقول أن الذي ينفذ أجندة ذوي النعمة وليس منهج الله الذي باسمه تصدر مثل هذه الفتاوى كيف صار حصار شعب بأكمله خلف الجدار حلالا طيبا، بينما الجلوس ببراءة أمام الحاسوب لتصفح موقع الفايس بوك هو الحرام بعينه؟ لن يمر وقت طويل حتى تسقط هذه الفتوى في الماء، مثلها مثل فتاوى تحريم التلفزيون ثم الإنترنت وجوال الكاميرا وغيرها من مظاهر التقنية وتطوراتها الحديثة والتحولات الاجتماعية الحضارية الحتمية، لكن ما لا يسقط من حكم التاريخ هو العار الذي يلحق بمثل هذه المؤسسة وهؤلاء المشايخ والفقهاء المصريون..! يجب أن نتجنب الزج بالدين زجا في كل أمر دنيوي. الشيخ فرحات المنجي، أزهري سابق