يبدو أن قدر العرب والمسلمين عموما في هذا الزمان هو أن يتعرّضوا لمحاولات الإهانة والنيل من شرف الانتساب إلى هذا الدين تماما مثلما يتعرضون باستمرار لمشاريع الغزو في مختلف المناطق ويواجهون الهيمنة بكافة أشكالها. مرة أخرى وبعد الدانمارك والرسوم المسيئة التي لم يبرأ المسلمون من جرحها راحت صحيفة نرويجية تمارس رغبتها القديمة بنشر رسم كاريكاتوري مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. كان لابد أن يلفت الانتباه خروج 3000 متظاهر في أوسلو في جمعة احتجاج على الإساءة، مثلما كان لافتا أن المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها نحن مسلمون، لسنا إرهابيين وكفوا عن إهانة المسلمين.. ولم يكن مفاجئا رفض رئيس التحرير بالنيابة الاعتذار عما بدر من الجريدة وذلك خلال اجتماعه مع الشيخ محبوب الرحمن إمام المركز الثقافي النرويجي، لأن الاعتذار من شيمهم عندما يتعلق الأمر بالغربيين فيما بينهم أما بالمسلمين فشيء آخر.. هكذا يعود مسلسل محاولات اضطهاد المسلمين من خلال تعمّد الإساءة لنبيهم الكريم ويتبجح الإعلام الغربي أو بعض الصحف المتطرفة بالتلويح بقيم حرية التعبير والرأي في غياب أي مدونة أممية تحرّم الإساءة للأديان والمذاهب. يعود المسلسل القذر ليمدح الكراهية ويغذي التطرف في أوروبا وأمريكا تجاه المسلمين والذي يتساوق كثيرا مع حملات النيل من معنويات المسلمين وكرامتهم.. من مشاريع الاحتلال العسكري والهيمنة على مقدرات الشرق، ثم التضييق على المسلمين في الغرب بمنع بناء المآذن ومنع النقاب ورفض بناء المساجد في مختلف العواصم، إلى حرمان الشعوب من حقها في المقاومة ووصمها بالإرهاب، ناهيك عن تعريضهم لأشكال الإذلال في المطارات.. يعود مسلسل الإساءة القذر وكأن الاحتجاجات الهائلة قبل سنوات بعد الرسومات الدانمركية المسيئة لم تحقق شيئا ولا أن يكفّ أذى تلك الصحف والدوائر المشبوهة.. عاد المسلسل القذر ليعيد الانتباه إلى ضرورة أن ينظم المسلمون أنفسهم من أجل مقاومة مثل هذا المشاريع بالتعاون مع العلماء والدعاة والمفكرين وجمعيات المجتمع المدني في مختلف البلدان الغربية و في العالم الإسلامي. تعود الرسوم المسيئة فهل من هبّة لوقف نهائي لموجة الكراهية التي تجتاح الغرب حتى على المستوى الرسمي وفي ظل هوان الحكّام العرب والمسلمين ومختلف المنظمات والهيئات وذاك هو السؤال. أما بعد: ومن يأبى صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحُفر