قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إن مهمة الحزب اليوم تقوم على إعادة بناء الدولة الجزائرية وترسيخ العمق الحضاري للهوية الجزائرية، كل هذا مدعاة للفخر والاعتزاز، وأن رسالة الجبهة متواصلة ولم تنته، فحيث توجد مصلحة الجزائر توجد مصلحة الحزب. وصف الأمين العام للأفلان خلال المؤتمر الجهوي المنعقد أمس بقصر الثقافة مالك حداد الحزب ب »لعملاق«، مؤكدا أن المتطاولين على الحزب فشلوا في مسعاهم في إشارة منه إلى الذين دعوا على إيداع الجبهة في المتحف وطالبوا بذهاب جيل نوفمبر. وأكد الأمين العام للحزب أن الأفلان ملك لأبنائه وبناته، ومن ترك حزب جبهة التحرير الوطني لن يكون له الحق في التحدث باسمه• واعترف الأمين العام للأفلان بوجود عيوب أو كما قال أخطاء داخل الحزب لكن هذه العيوب قال الأمين العام للحزب تعالج داخل الحزب. بلخادم في خطابه أمام مئات المندوبين للمؤتمر التاسع للأفلان ذكّر بالمحن التي مرت بها الجزائر من الثورة إلى اليوم مرورا بالإعصار الذي سمي بالعشرية السوداء وأضاف أن الجبهة في كل مرة كانت تخرج قوية منتصرة، ليستطرد حديثه عن الدور الذي ينبغي أن يقوم به مناضلو الحزب لأن الصراع كما قال ليس صراع أجيال، بل تواصل أجيال، داعيا إلى احترام هذا الجيل الذي صنع مجد الجزائر من مجاهدين نظرا لما يتمتع من تجربة في الكفاح والنضال ومعرفة وحكمة تفتخر بها الأجيال القادمة. وفي هذا السياق أوضح بلخادم أن جبهة التحرير الوطني لم تكن يوما مزرعة أو مصنعا يطالب كل واحد فيها حقه في الأسهم، بل جمعت المناضلين في إطار برنامج ومشروع مجتمع ومصير تريده للجزائر للحفاظ على رسالة نوفمبر التي على أساسها هم مجتمعون، تلك هي الرسالة التي من خلالها فتحت شهية الأمين العام للحزب للحديث وبإسهاب عن مرجعيات نوفمبر وبيان أول نوفمبر الذي أنشأ جبهة التحرير الوطني ووضع لها مجموعة من المبادئ. وبخصوص هذه الأخيرة أي المبادئ النوفمبرية قال بلخادم إن جزءا منها تحقق والجزء الآخر سيتحقق، ليبقى جزء يحتاج إلى التحليل وفرز الثوابت من المتغيرات وعليه أكد المتحدث أنه آن الأوان لمواكبة مقتضيات الساعة لتطوير الفكر الجبهوي من أرضية الصومام إلى برنامج طرابلس وكل المواثيق، ومراجعة كيف وقعت هذه التحولات، هذا ما يدعو في رأيه إلى إعادة النظر في بعض الأمور حتى تتماشى مع تطور العالم الذي يتقدم بسرعة مذهلة ورفع التحدي لمواكبة هذا التطور حتى تتمكن الجزائر من صنع غذائها ولباسها بنفسها وتتخلص من التبعية للآخر في شراء ما تحتاج إليه، وهذا أضاف بلخادم يتطلب عزيمة وإرادة في مواجهة هذا العالم المفتوح الذي تتصارع فيه كل الثقافات. ومن جهة أخرى دعا الأمين العام للحزب أبناء الأفلان إلى محاربة الفساد وغلق الطريق أمام المفسدين والمتلاعبين بالمال العام وبثروات البلاد وهذا حسبه بالابتعاد عن بعض السلوكات والممارسات التي أصبحت تشل الحياة السياسية وقال بلخادم أن شراء الذمم يفسد السياسة في جزائر الشهداء. بلخادم وهو يخاطب أبناء الحزب العتيد خيّرهم بين المواقع والمواقف، قائلا »إن المواقع تتغير وتزول أما المواقف تبقى وتنسب إلى أصحابها حتى لو أصبحوا ترابا«، كما أكد بلخادم أن مهمة الجبهويين الوقوف في وجه الفساد وإحالة المفسدين على العدالة مركزا في الأخير على دور المنتخبين في المجالس المحلية في الاستماع إلى انشغالات المواطنين موضحا لهم أن جبهة التحرير الوطني حزب سياسي يريد التموقع السياسي بإرادة الشعب، ولابد أن يكونوا في مستوى الثقة التي وضعت فيهم وتطبيق برنامج الحزب الذي عايش الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الجزائري ومقترحاته وتوجهاته في إطار التحاور الذي يشكل الكليات في البرنامج العام للحزب وقانونية الأساس الذي سيكون محور نقاش في المؤتمر التاسع بكل حرية ومسؤولية.