حالة رعب شديد عاشتها العديد من العائلات التي اضطرت إلى المبيت خارج مساكنها بسبب كميات الأمطار المتساقطة نهاية الأسبوع بالمشرية أين تم الإعلان عن حالة الطوارئ ببعض الأحياء كما هو الحال بالنسبة لحي السلام وسيدي المربوح، بالإضافة إلى حي بن قدور بالضبط الجهة المقابلة للجبل كشفت الأمطار التي تهاطلت نهاية الأسبوع على مدينة المشرية عن الكثير من المخاطر والعيوب في عملية إنجاز المشاريع وفي مقدمتها الوادي المغطى الذي يفصل التجزئة الرابعة ويصب في حي السلام مما حول هذا الحي إلى مستنقع كبير تسبح فيه المساكن ، ومن العائلات التي تضررت كثيرا وقفنا على وضعيتها عائلة السيد عبد الرحمن الذي حولت الفياضات مسكنه إلى خراب وهو ما طلعت عليه مصالح الحماية المدنية كما عرفت عدة مقاطع بالطريق الوطني داخل النسيج العمراني أغرقت معظم الشوارع في الأوحال حيث أصبحت تهدد سلامة المواطنين وتجعل حياتهم عرضة للخطر كلما تساقطت الأمطار• كما صنف الشارع الرئيسي الأمير غبد القادر كليا بالشارع المنكوب، أما شوارع حي النصر الذي يشهد في الآونة الأخيرة تهيئته فقط تحولت طرقاته إلى أحواض مائية وبحيرات• بالمقابل أشارت مصادرنا أن كميات الأمطار فاقت ال 25 ملم، وكانت كافية لملء الأودية التي قطعت الطرقات وجرفت البالوعات المتعلقة بقنوات الصرف• يحدث هذا في الوقت الذي يتساءل فيه السكان عن مدى فعالية المشاريع التي استفادت منها مديرية الري بالولاية في إطار صندوق الجنوب لتصريف مياه الأمطار وحماية المدينة من هذا الخطر الداهم، والتي كلفت الخزينة مبالغ مالية دون أن تحقق النتائج المرجوة لوقف فيضانات الأودية• ومن جهة أخرى أرجع العديد من السكان أن الأسباب الحقيقية التي أصبحت تصنع معاناة هؤلاء هو غياب أحزمة وقائية قادرة على تصريف هذه السيول وإبعاد المخاطر عن المباني والمساكن وحياة أهالي المدينة بصفة عامة• ويذكر كبار المنطقة وشيوخها ممن عاشوا فترة الاحتلال أن هذه الظاهرة المصنفة بالفيضانات جديدة عليهم وهذا نظرا للتقنيات التي كان يستعملها ويعمل بها المعمرون الفرنسيون آنذاك وبعد تفحصنا مخطط المدينة المجزأة سنة 1937 تظهر به وجود وجود أربعة مجاري أودية رئيسية متمثلة في الوادي الموجود بالحي الشعبي ابن باديس ووسط المدينة الذي يصب في حي السلام والوادي الثالث يتوسط حي العي داوي وأخيرا الوادي المحاذي لحي العابد والتي كلها أودية متفرعة من جبل عنتر، كما أشار الشيوخ إلى وجود مجمع قديم يتواجد في سفح الجبل مشدود على تفرعات في اتجاه الشمال والجنوب لتفريق هذه المياه المتدفقة بعيدا عن المدينة وهذه كلها دراسات كانت تستخدمها فرنسا لحماية المدينة من الفيضانات وبفعل العوامل الطبيعية المتتالية وتدخل يد الإنسان اختفت هذه الموانع وتم البناء فوق هذه الأودية وتنامت معها المجاري التي أصبحت اليوم تشكل خطرا على أهالي المدينة وتداهم المساكن و تجعل حياتهم وممتلكاتهم عرضة للخطر وأمام حجم هذه الأضرار التي تسببها هذه السيول يتساءل المواطنون عن خلفيات افتقار المدينة إلى مخطط لحمايتها من هذه الكوارث التي شبهها أهالي مدينة المشرية بفيضانات باب الوادي بالجزائر• يبقى لنا أن نشير أن معظم الطرقات عرفت نفس المصير أين أصبحت عرضة للتصدع بسبب إسناد أشغال الإنجاز إلى مقاولات لا تحترم لمقاييس المعمول بها في ظل غياب المراقبة•