اتهمت جبهة البوليساريو السلطات المغربية بتحريض مئات من المواطنين »قصد الاعتداء بمطار العيون على الناشطين الصحراويين ال12 الذين أنهوا زيارة قاموا بها لمخيمات تندوف« وقالت إن هذا الاعتداء تم بحضور قوات الأمن المغربية التي كانت »تشجع المعتدين على التمادي في تعذيب الضحايا« وهو ما لا يمكن أن يكون »أمرا عفويا« خاصة وأن الحراسة الأمنية بالمطار مشددة، فيما أكدت لندن أنها تتابع بكثب تطورات النزاع الصحراوي. قالت البوليساريو إن الناشطين الصحراويين الغالية دجيمي والبشير لخفاوني وحميدة الرحموني ويهديها البلالي تعرضوا بدورهم للاعتداء من طرف جموع أثناء محاولتهم استقبال الوفد الحقوقي . وحذر الأمين العام لجبهة البوليساريو في رسالة بعث بها للأمين العام للأمم المتحدة من »السياسة المغربية الجديدة« لدمج المواطنين في حرب ضد النشطاء الصحراويين. وأكد مدير دائرة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية جون كايسن أن لندن »تتابع عن كثب« القضية الصحراوية مسجلا انشغالها بأوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة و ذلك خلال استقباله للمنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو أمحمد خداد بمقر الخارجية البريطانية نهاية الأسبوع. وأوضح مدير الشرق الأوسط و شمال إفريقيا بوزارة خارجية بريطانيا حسب ما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية ، أول أمس، أن موقف بلاده من القضية الصحراوية »ثابت« ، مضيفا أن بلاده »تدعم جهود الأمين العام و المبعوث الخاص كريستوفر روس لإيجاد حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير«. و خلال اللقاء قدم المنسق الصحراوي شرحا مستفيضا للأوضاع الأخيرة التي تشهدها المناطق المحتلة من الصحراء الغربية «المتميزة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تقوم بها سلطات الاختلال المغربي كل يوم ضد السجناء و المواطنين العزل«. كما أوضح المنسق أنه »لا يمكن السكوت عن استمرار المغرب في عدم احترام قداسة المبادئ الإنسانية«، مطالبا مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته عن حق الشعب الصحراوي و الابتعاد عن »ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي«. ودعا خداد الحكومة البريطانية إلى الضغط على المغرب لإطلاق سراح كل المعتقلين الصحراويين المضربين عن الطعام في السجون المغربية و عدم التغاضي عن المغرب في سياسته غير الشرعية بالصحراء الغربية. من جانبها دعت المناضلة الصحراوية أمينتو حيدر الرئيس الدائم للاتحاد الأوروبي أيرمان فان رومبوي إلى تدخل »عاجل« لدى المغرب لحمله على احترام الشروط الأوروبية في مجال حقوق الإنسان و تفادي بالتالي وفاة المعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام. و كتبت حيدر في رسالة وجهتها فان رومبوي »ألتمس منك تدخلا عاجلا لحمل المغرب على احترام الشروط التي وضعها الاتحاد الأوروبي فيما يخص حقوق الإنسان و التي أكدتها شخصيا خلال قمة الاتحاد الأوروبي-المغرب التي عقدت في غرناطة«، مضيفة أن » الأمر يتعلق ب »تفادي و في أسرع وقت ممكن نهاية مأساوية لوضع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان الستة المعتقلين في سجن سلا بالمغرب« مند توقيفهم في شهر أكتوبر الفارط. وصرحت المناضلة الصحراوية من أجل حقوق الإنسان أنها تخشى »حدوث مجزرة جديدة في الأراضي الصحراوية المحتلة مماثلة لمجزرة تيمور الشرقية« وذلك غداة الاعتداء الهمجي الذي تعرض له المدافعون الصحراوين عن حقوق الإنسان في العيون من طرف مستوطنين مغربيين. ونددت حيدر في بيان نشر بمدريد ب»توجه أكثر من 3000 مستوطن مغربي إلى مطار العيون العاصمة المحتلة للصحراء الغربية للاعتداء بهمجية على النشطاء الصحراويين ال12 عند عودتهم من مخيمات اللاجئين«، مؤكدة أن »الصحراويين لا يكرهون الشعب المغربي لكن حكومته تريد استعماله في هذا النزاع من خلال تحريض المستوطنين على الاعتداء على المواطنين الصحراويين الذين يعيشون تحت الاحتلال«. و في نفس السياق أكدت» غاندي الصحراوية« التي استلمت في مقاطعة ليغانس القريبة من مدريد جائزة » دولوريس إيباروري« التي منحها لها ائتلاف ايزكوردا يونيدا »اليسار الموحد« أن هذا الوضع »خطير جدا« و»يمكن أن يتسبب في مجزرة جديدة في الأراضي الصحراوية المحتلة مماثلة لمجزرة تيمور الشرقية.