أشارت بعض المصادر إلى أن مجموعة « حديد عز» المصرية تكون قد تراجعت عن المشروع الذي أطلقته قبل سنتين لإنجاز مركب للحديد والصلب بمنطقة بلارة بولاية جيجل والموسوم ب «العز ستيل الجزائرية»، وعن أسباب هذا التراجع عن المشروع، يرجح المحللون أن تكون ذات صلة بالإجراءات الجديدة المتعلقة بالاستثمار والتي تضمنها قانون المالية التكميلي لسنة 2009. نقل أمس الموقع الإخباري «كل شيء عن الجزائر» أنباء عن تراجع مجموعة حديد عز المصرية عن المشروع الذي كانت تعتزم إقامته في الجزائر وهو انجاز مركب للحديد والصلب بالمنطقة الصناعية لبلارة بولاية جيجل بطاقة إنتاج تصل إلى 1.5 مليون طن سنويا بغلاف مالي يصل إلى 2 مليار دولار، وهو المشروع الذي أعلنت عنه الشركة وأشّر عليه بالموافقة المجلس الوطني للاستثمار سنة 2008 وكان يفترض أن يكون جاهزا بعد 30 شهرا، إلاّ أن المركب لم ير النور وظل المشروع يراوح مكانه لأسباب أرجعها المتعامل المصري آنذاك لمراجعة الجزائر لتشريعاتها الخاصة بالاستثمار وأنه ينتظر صدور القوانين الجديدة. وترجح أوساط على صلة بالملف أن يكون سبب تراجع مجموعة عز للحديد عن المشروع هو عدم وصولها إلى اتفاق مع السلطات الجزائرية بشأن مطلبها بأن تستثنى من الإجراءات الجديدة الواردة في قانون المالية التكميلي والمتعلقة بالبحث عن شريك جزائري في المشروع تكون له 51 بالمائة من الأسهم، وهي المعلومات التي سبق وأن أدلى بها كامل جلال مدير علاقات المستثمرين في مجموعة عز، مؤكدا أن المجموعة تنتظر انتهاء الحكومة الجزائرية من الإعداد النهائي لقانون الاستثمار وإقراره للبدء في تنفيذ مشروعها بتكلفة استثمارية للمرحلة الأولى مليار دولار، وأنها بصدد مفاوضات مع البنوك العالمية والشركات لتوريد المعدات وماكينات المشروع، ويبدو أن المجمع المصري لم ينجح في إقناع المسؤولين في قطاع الاستثمار باستثنائه من الإجراءات الجديدة التي أكدت الجزائر في أكثر من مناسبة عدم التراجع عنها باعتبارها تندرج في إطار حقها المشروع في حماية مصالحها. كما لا تستبعد الأوساط المتتبعة أن يكون سبب التراجع عن المشروع من قبل حديد عز المصرية هو عدم تمكنها من إيجاد شريك جزائري لتنفيذ المشروع، مثلما ينص عليه القانون خاصة وأن في التصريحات الآنفة الذكر لمدير علاقات المستثمرين كامل جلال أشار إلى أن المجموعة ستبحث عن شريك جزائري إذا لم تحصل على الاستثناء من القانون، فليس من السهل إيجاد شريك جزائري للمشروع المصري خاصة بعد الأزمة التي نشبت بين البلدين على خلفية مباريات كرة القدم التي جمعت منتخبي البلدين.