اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس المستوطنات الجديدةبالقدس أكبر عقبة تعترض المفاوضات مع الإسرائيليين، لكن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي تقوم بجولة جديدة بالمنطقة قللت من تأثيرها على المفاوضات وسط أنباء عن تقدم جهود التهدئة بين حماس وتل أبيب. وقال عباس في مؤتمر صحفي مشترك في رام الله مع رايس أعقب محادثات بينهما، إنه أبلغ ضيفته أن السلطة الفلسطينية تعتبر المشاريع الاستيطانية في القدس أكبر عقبة تعترض المفاوضات مع الإسرائيليين والتي تسعى لتحقيق الرؤية الأمريكية للسلام. كما طالب الإدارة الأمريكية بالضغط على تل أبيب لدفعها للتراجع عن نواياها الاستيطانية الجديدة، وكذلك العمل على إزالة الحواجز التي تعيق تنقل الفلسطينيين بين أنحاء الضفة الغربية. وأشاد الرئيس الفلسطيني بالتطورات الأمنية في كل من مدينتي نابلس وجنين، حيث تولت الشرطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية هناك. ورغم الشهور البسيطة المتبقية من عمر الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جورج بوش، فإن عباس أبدى تفاؤلا بإمكانية تحقيق السلام الذي وعدت به الإدارة قبل رحيلها. ومن جانبها أكدت رايس أن المستوطنات لن تؤثر على مسألة الحدود النهائية للدولة الفلسطينية، والتي تعتبر إحدى نقاط التفاوض الأساسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأقرت الوزيرة الأمريكية بوجود عقبات تعترض عملية التفاوض، وقالت "القضايا صعبة، والمهام صعبة، ودائما هناك أوقات معقدة بالشرق الأوسط". وكانت رايس قد بحثت النوايا الإسرائيلية الاستيطانية مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني في القدس أمس. ومن جانبها أكدت الحكومة الإسرائيلية على لسان الناطق باسمها مارك ريغيف أن المستوطنات الجديدة لن تؤثر على المفاوضات، مشددا على أن القدس ستكون خارج أي اتفاق مع الفلسطينيين. وقد التقت رايس -التي تقوم بسادس جولة لها بالمنطقة منذ بداية العام- في وقت منأخر من مساء أمس كلا من رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض وكبير المفاوضين صائب عريقات، وليفني لمناقشة الموقف التفاوضي بينهما "وتقديم ما يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه لدفع المفاوضات قدما" وذلك قبل أن تلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت. وفيما يتعلق بجهود الوساطة التي تقودها القاهرة بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام على أمل التوصل إلى تهدئة بين الطرفين، أكد رئيس السلطة أنه ناقش هذه الجهود مع رايس. وأعرب عباس عن أمله بنجاحها وصولا لرفع الحصار عن القطاع ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين هناك، وعبر عن أمله بعودة الوحدة للصف الفلسطيني في الضفة والقطاع. وكان مسؤول إسرائيلي قد أكد صباح أمس حدوث تقدم في المباحثات مع حماس، وقال إن أي اتفاق تهدئة لوقف النار حاليا لن يشمل الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن التهدئة التي يجري التفاوض بشأنها ستجري على مرحلتين قائلا إن المرحلة الأولى ستشمل وقف العنف بين الجانبين وفتح المعابر الإسرائيلية، فيما ستناقش تل أبيب وحماس بالمرحلة الثانية التقدم إلى الأمام في مسألة الإفراج عن شاليط وسيتم فتح معبر رفح بين غزة ومصر. غير أن رئيس الوزراء أكد خلال اجتماع الحكومة اليوم أن الإفراج عن شاليط يعتبر جزءا أساسيا من أي تهدئة مع حماس. وكان القيادي بحماس محمود الزهار قد أكد مؤخرا أن وقف إطلاق النار سينفذ خلال أقل من أسبوعين، واستبعد أن تفرج حماس عن شاليط إلا في إطار تبادل الأسرى. والتقى وفد من حماس بقيادة موسى أبو مرزوق بالعاصمة المصرية اليوم رئيس المخابرات العامة الوزير عمر سليمان الذي يقود جهود وساطة القاهرة.