إتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، بالوقوف وراء كل مسعى للتوصل إلى تهدئة فلسطينية إسرائيلية وتغليبه لمنطق القوة العسكرية في التعامل مع المقاومة·وقال الرئيس محمود عباس، أن جزءا من الحكومة الإسرائيلية الحالية يرفض الحوار مع الفلسطينيين وأصبح يشكل عقبة أمام كل الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي على خلفية حسابات سياسية داخل إسرائيل وتصفية حسابات شخصية مع عباس· وقال رئيس السلطة الفلسطينية في تصريح لعدة صحف أردنية أمس، أن المفاوضات مع إسرائيل فرصة يجب عدم تفويتها حتى لا نتهم بأننا ضيعنا فرصة سلام لا تُعوض· وكان الرئيس عباس يشير إلى اتصالات مصرية مكثفة مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي من جهة وإدارة الاحتلال من جهة أخرى، من أجل التوصل إلى أرضية توافقية تمهد لإعلان هدنة يلتزم من خلالها الطرفان بالكف عن أية عمليات عسكرية تمهيدا للشروع في مفاوضات سلام مباشرة· وتأتي الاتصالات المصرية في ظل تحركات ديبلوماسية دولية مكثفة كانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد شرعت فيها في مسعى لإعادة الحياة لمفاوضات ما انفكت إدارة الاحتلال تعمل من أجل إجهاضها سواء باقتراف جرائم في حق الفلسطينيين أو بقرارات ذات صلة بالاستيطان· ولكن الدبلوماسية الأمريكية شلت إلى حد الآن من هذه المهمة وربما ذلك هو الذي جعل روسيا تتحرك هي الأخرى في الساحة ولكن على خلفية عدم ترك المجال حكرا على واشنطن· ويكون ذلك هو الذي دفع بالسلطات الروسية إلى اتخاذ قرار بإيفاد وزيرها للخارجية سيرغي لافروف إلى دمشق وإسرائيل والأراضي الفلسطينية بين يومي 19 و21 مارس الجاري يقوم خلالها ببحث الوضع مع مسؤولي هذه الأطراف وخاصة مستجدات الأحداث والمجازر الأخيرة التي اقترفها جنود الاحتلال في حق المدنيين الفلسطينيين· وأشارت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها أمس، أن لافروف سيثير خلال جولته العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية ووسائل الخروج من الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي· ولكن مهمة لافروف سوف لن تكون أقل صعوبة من المهمات المتتالية التي قامت بها نظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس إلى المنطقة بسبب التعنت الإسرائيلي وعدم جدية واشنطن في الضغط على حكومات الاحتلال للتوصل إلى تسوية تفاوضية· وقد لخص رئيس فريق المفاوضين الفلسطينيين أحمد قريع هذه الصعوبات بالإشارة إلى إصرار إسرائيل على مواصلة بناء المستوطنات فوق الأراضي الفلسطينية وقال أن ذلك يُعد صفعة قوية لكل مفاوضات السلام· وحتى وإن أقر أحمد قريع باستئناف المفاوضات الثنائية مع الاحتلال هذا الأسبوع، إلاّ أنه أكد أن إدارة الاحتلال أبدت نية سيئة وعدم اهتمام بخيار المفاوضات·