كشفت مصادر إخبارية أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وخلال زيارتها الأخيرة إلى المنطقة، أعطت الضوء الأخضر للسلطات المصرية كي تباشر المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وذلك من أجل إنقاذ محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتشير ذات المصادر التي أوردتها وكالة "رويترز" للأنباء السبت إلى المحادثات التي بدأتها مصر الخميس الماضي مع زعماء في قطاع غزة من حماس والجهاد الإسلامي في إطار مساع تدعمها الولاياتالمتحدة لترتيب هدنة بين الجماعتين وإسرائيل لوقف العنف في القطاع. وقد أوضحت الوزيرة الأمريكية مؤخرا في مؤتمر صحفي في بروكسل أن واشنطن تؤيد المهمة التي تضطلع بها مصر لترتيب هدنة. وقالت رايس: "تحدثت مع المصريين ونتوقع أن يقوموا بالجهود التي قالوا إنهم سيقومون بها لمحاولة تحقيق تهدئة في المنطقة وتحسين الوضع في غزة". ولكن رايس رفضت الخوض في تفاصيل المحادثات. ويؤكد محللون أن الضوء الأخضر الذي قدمته واشنطن لحليفتها مصر للدخول في محادثات مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ جوان المنصرم جاء إثر ضغوط قوية من حلفاء أوروبيين وعرب من بينهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ويرى مراقبون أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد تغير نهجها في التعامل مع حماس من خلال تشجيع دول حليفة مثل مصر والسعودية كي تتعامل مع هذه الحركة، وذلك بهدف إنقاذ محادثات السلام التي بدأت في أنابوليس في نوفمبر الماضي برعاية الولاياتالمتحدة. وفي نفس الإطار كشف مسؤول فلسطيني أن كوندوليزا رايس أكدت لمحمود عباس الجمعة أن واشنطن ستواصل جهودها من أجل التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن رايس أجرت اتصالا هاتفيا مع الرئيس عباس وأبلغته بأنها ستواصل جهودها مع كافة الأطراف للوصول إلى تهدئة في "أقرب وقت".. وقد نفت إسرائيل من جهتها أن تكون هناك مفاوضات جارية للتوصل إلى تهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة بوساطة مصرية. وجاء هذا النفي الإسرائيلي بعدما تم تعليق الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها إلى تل أبيب الأسبوع الجاري رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان. وعلقت زيارة الأخير بسبب العملية الفدائية التي استهدف مدرسة دينية إسرائيلية في القدسالغربية يوم الخميس الماضي. ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن مصدر مصري مسؤول قوله "إن العملية ألقت بظلالها على الجهود المصرية لتحقيق تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مشيرا إلى أن القاهرة "تترقب الأحداث على الساحة الفلسطينية والأوضاع في المنطقة عموما بقلق شديد". كما كشف المصدر أن المحادثات التي أجراها مسؤولون مصريون أول من أمس في مدينة العريش مع قياديين في حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بخصوص التهدئة "لم تنجح في التوصل إلى اتفاق". وقال نفس المصدر إن المصريين كانوا يسعون إلى الحصول على تهدئة من الجانب الفلسطيني تتضمن وقفا لإطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية يمهد لزيارة الوزير سليمان لإسرائيل بما يدعمه في اتجاه تمكينه من إقناع الإسرائيليين بتهدئة متبادلة مع الفلسطينيين. وكانت حركة حماس قد شددت على أنها "لا تسعى ولن تقبل بتهدئة مجانية مع قوات الاحتلال الاسرائيلى". وأعرب أيمن طاهر، الناطق باسم حماس "عن الأمل في أن يضغط الجانب المصري على العدو الاسرائيلي من أجل وقف عدوانه وإلا فإن المقاومة ستمارس حقها الطبيعي في الرد على هذه الجرائم".