اختتمت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس زيارتها أمس للأراضي المحتلة، في جولة هيمن عليها الحديث عن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، حيث قالت رايس إن الاستيطان يضر بإجراءات بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين،ولكنها لا تعرقل سير المفاوضات النهائية. وقد عقدت رايس صباح أمس بالقدس اجتماعا ثلاثيا مع كل من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض، حسب ما أفادته مصادر رسمية. وأضافت المصادر نفسها أن اللقاء تناول تحريك مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين وتخفيف القيود المفروضة على حركة التنقل في الضفة الغربية حيث يقيم الجيش الإسرائيلي أكثر من 600 حاجز، مؤكدة أن الاجتماع سبقه لقاء مغلق بين باراك ورايس. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد عقدت الأحد الماضي اجتماعا بالقدسالغربية ضم كلا من وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع، لبحث آفاق العملية السياسية بين الجانبين، وهيمن عليه ملف الاستيطان. واعتبرت الوزيرة الأمريكية في تصريحات للصحفيين في القدس أن "الاستيطان لن يعوق مفاوضات الحل النهائي، لكنه بات مشكلة لا تقلق الفلسطينيين فحسب بل الأوروبيين أيضا". وأضافت رايس أن إسرائيل بدأت منذ مؤتمر أنابوليس حركة استيطان تثير تساؤلات وعلى الإسرائيليين أن يجيبوا عنها، مشددة على أن القادة الأوروبيين الذين تحدثت معهم يشاطرونها الرأي في أن هذه المستوطنات تؤثر على مفاوضات السلام. وأكدت أهمية أن يتم خلق نوع من الثقة بأن هذا النشاط الاستيطاني لا يهدف بطريقة أو بأخرى للتأثير على الحدود النهائية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقلة المستقبلية. وفي تصريحات أخرى أكدت رايس أن الوصول إلى اتفاق سلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يعد هدفا طموحا لكنه ليس بعيد المنال، مشيرة إلى أنها أبلغت الإسرائيليين والفلسطينيين أنهم لم يفوا بوعودهم التي قطعوها بمقتضى خطة خريطة الطريق. وكان ملف الاستيطان حاضرا بقوة أيضا في لقاء رايس في وقت سابق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برام الله، حيث أكدت أن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات له تأثير ضار على مفاوضات السلام مع الفلسطينيين ويثير تساؤلات حول دوافعه، لكنها شددت على أنه لن يعرقل المفاوضات المتعلقة بالوضع النهائي. وقالت في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس إنه يتعين على الأطراف المعنية أن تشجع على بناء الثقة وليس تقويضها، معربة في الوقت نفسه عن اعتقادها أنه لا يزال من الممكن التوصل هذا العام لاتفاق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإقامة دولة فلسطينية بشرط بذل جهود مكثفة لتحقيق ذلك. من جهته اعتبر عباس خلال المؤتمر الصحفي نفسه أن الاستيطان الإسرائيلي يشكل "أكبر عقبة أمام عملية السلام"، وقال "نحن ملتزمون بالشرعية الدولية وبخطة خريطة الطريق والمبادرة العربية، والاستيطان يعرقل وصولنا إلى سلام".