أعلن أمس رئيس فرع الاستغلال بالخطوط الجوية الجزائرية، ورئيس خلية الأزمة بالشركة بوعلام عناد، أن سحابة الرماد البركانيالجديدة المنبعثة من بركان إسلندا ستطال الجزائر، مشيرا أن هذه الوضعية المرتقبة ستؤدي إلى تعطيل الملاحة الجوية الوطنية نحو الخارج، باستثناء الرحلات الداخلية التي أكد أنها لن تتأثر، كما كشف عن تنصيب الشركة لخلية أزمة لمراقبة تطور الوضع. قال رئيس فرع الاستغلال بالخطوط الجوية الجزائرية، »إن سحابة الغبار البركانيالجديدة المنبعث الأسبوع المنقضي من بركان أيسلندا والتي تجتاح هذه الأيام عدد من الدول الأوروبية ستصل حتما على الجزائر«، ولم يحدد المسؤول بالجوية الجزائر تاريخ وصول الغبار البركاني إلى المجال الجوي الجزائري، غير أنه أكد بأن وصوله »أمر حتمي«، مشيرا أن إدارة الخطوط الجوية الجزائرية أعطت تعليمات صارمة لخلية الأزمة والمراقبة المنصبة في أفريل الماضي بعد غلق معظم مطارات دول غرب أوروبا جراء ثوران بركان إسلندا وتعطيل سحابة الرماد البركاني للملاحة الجوية، لمتابع تطور الوضع عن كثب وتبليغها بتطورات الوضع بشكل مستمر، من خلال توفير معلومات دقيقة حول مسار السحابة البركانية وسرعة انتشارها على المديين المتوسط والبعيد. وأرجع المتحدث للإذاعة الوطنية أسباب عدم قدرت الشركة على تحديد موعد وصول السحابة البركانية على الجزائر إلى صعوبة توفير معطيات عن الملاحة الجوية بخصوص انتشار الغبار البركاني قبل 12 ساعة، مؤكدا أن أقصى ما يمكن أن تصل إليه خلية الأزمة هو توفير معلومات قبل ثلاثة أو ست ساعات من وصول السحابة البركانية. وبخصوص احتمال حدوث تذبذب في الرحلات الجوية على مستوى مختلف مطارات الوطن وعلى رأسها مطار هواري بومدين الدولي، أوضح بوعلام عناد المعيين على رأس خلية الأزمة المنصبة من طرف الجوية الجزائري لمتبعة السحابة البركانية، أنه باستثناء الرحلات الداخلية فإن نشاط الرحلات الجوية الدولية التابعة للشركة ستتأثر بشكل كبير بهذه الوضعية المرتقبة، مشيرا أنه بناءا على المعطيات التي سيوفرها مركز مراقبة الوضعية حول نسبة نشاط المطارات الدولية ستتخذ الشركة قراراتها حول برمجة الرحلات اليومية. وكشف المسؤول، أن تسيير الخطوط الجوية الجزائرية للأزمة الأولى التي أحدثتها السحابة البركانية، وما خلفته من اضطراب كبير في الرحلات على مدى ما يقارب الأسبوعين كان سيء جدا، مؤكدا أنه كان باستطاعتها الشركة تقليص حجم الخسائر المادية التي تكبدتها جراء إلغاء الرحلات، و في تقييمه للطريقة التي أدارت بها الجوية الأزمة الأخيرة ، قال عناد»إن الخطوط الجوية الجزائرية بالغت في تقدير مخاطر السحابة ولم تسيير الرحلات بحكمة«، مستدلا بعدد كبير من الرحلات خسرتها الشركة في حين كان بإمكانها تفادي إلغائها من خلال برمجة ذكية للرحلات، ولعكس حجم الخسائر التي طالت الشركة بسبب تذبذب الرحلات، كشف المسؤول أن الجوية الجزائرية خسرت حوالي 220 مليون دينار إلغائها لعدد من الرحلات مابين 16 و21 أفريل الماضي، موضحا أن »هذا الرقم ليس نهائي لأن مصالح الشركة بصدد إعداد تقرير شامل حول حجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي خلفتها الأزمة ، مضيفا أن أزمة أفريل الماضي كانت بمثابة تجربة أولى للشركة«. ورجح المسؤول ارتفاع رقم المذكور حول حجم خسائر الشركة، موضحا أن الخطوط الجوية الجزائرية ألغت 90 رحلة من برنامج رحلاتها بالإضافة إلى 13 رحلة أخرى جرى تحضيرها لكنها لم تستغل، مشيرا أن هذا التذبذب خلف تسجيل 19697 راكب ألغيت رحلاتهم ويقو على مستوى مطار هواري بومدين وعدد من المطارات الجهوية.