تباينت التصريحات والتخمينات بشأن نسبة النجاح المنتظرة في امتحانات شهادة البكالوريا، وكثُرت الاجتهادات حول ما هو مأمول منها، رغم أن اللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة البرامج الدراسية لم تقل بعدُ كلمتها في تحديد عتبة الدروس التي تشملها هذه الامتحانات، والهيئة المسؤولة عن جمع وانتخاب أسئلة الامتحانات لم تُرسّم بعدُ ما هو مُقرر منها، ومع أن وزارة التربية الوطنية أظهرت تحفظات بخصوص إيجابية النتائج المرتقبة، إلا أنها لا ترى أي تعثر في هذه الامتحانات التي قال عنها الوزير بن بوزيد أنها ستجري في ظروف حسنة، وتكون في متناول جميع التلاميذ. بالعودة إلى جملة من المعطيات الواقعية، يرى عدد من المتتبعين للشأن التربوي في الجزائر أن امتحانات شهادة البكالوريا التي سيشرع فيها بداية من يوم 6 جوان القادم، ستكون مثلما قال وزير التربية أبو بكر بن بوزيد مؤخرا عادية، وتجري في ظروف حسنة، وتكون في متناول جميع التلاميذ، للأسباب التالية: أولا: كون تلاميذ السنة الدراسية الحالية لأقسام البكالوريا هم تلاميذ عاديين، وليسوا من التلاميذ المتعثرين، مثلما كان عليه الحال بالنسبة إلى تلاميذ السنة الدراسية الماضية، وثانيا: كون هؤلاء التلاميذ هم أولى ثمار الإصلاح التربوي الجديد، الذي تواصل، ويستكمل سنته السابعة مع انتهاء السنة الدراسية الجارية، ويفترض فيهم أن يكون لهم مستوى لا بأس به، ويفوق المستوى الذي كان سائدا خلال السنوات التي سبقت الإصلاح، ونسبة النجاح المرتفعة نسبيا عما كان عليه الحال في السنوات الماضية، هو وحده في نظر الكثير من المعنيين الذي يزكي عملية الإصلاح، ويمنحها الثقة والمصداقية المطلوبة في الاستمرار والتواصل، ضف إلى ذلك الاهتمام والجدية المتوفرة لدى الطواقم المتابعة للبرامج، المقررة لعتبة الدروس من أين تبدأ، وأين تنتهي، والمحضرين لأسئلة الامتحانات، الذين هم اليوم عبارة عن خبراء بفعل التكوين الصلب الذي اعتمدته معهم وزارة التربية الوطنية، وهم أنفسهم يسهرون على مراعاة جملة من المقاييس المحددة، نذكر منها شمولية السؤال، والدقة في تحديد مضمونه ، واحترام عامل الزمن المخصص للإجابة عليه. زد على هذا كله أن وزير التربية نفسه مُقرّ من الآن، بطريقة غير مباشرة بإيجابية النتائج، وهذا ليس من باب التفاؤل فحسب، بل لأنه تحدث مؤخرا، وقال: أن الموسم الدراسي الحالي كان صعبا، وهو نفس ما حدث في موسم 2003 ، الذي ضاع فيه للتلاميذ بسبب الإضراب حوالي الشهرين، ومع ذلك مثلما أضاف كانت النتائج إيجابية. هذا الكلام غير المفسر، جعل البعض من المتتبعين يعتقدون بإيجابية النتائج هذا العام أيضا، وما زاد من قناعتهم بهذا أكثر هو أنهم يرون أن هذه السنة التي هي آخر سنة في الإصلاح التربوي، سوف لن تمرّ دون أن تترك بصماتها الإيجابية على أولى امتحانات آخر مرحلة فيه، وبكالوريا هذا العام هي أول بكالوريا تأتي بعد سبع سنوات من الإصلاح التربوي، وطالما أنها هي أول ثمرة في هذا الإصلاح، فإن الكثير من المتتبعين يرون أن النتائج ستكون إيجابية، وهذا ما يأمل فيه الوزير وطاقم الوزارة نفسه. وفي سياق البحث عن رفع نسبة النجاح في شهادة البكالوريا، طالبت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ بإقرار دورة ثانية لشهادة البكالوريا، من أجل رفع نسبة النجاح التي تحققها الدورة الأولى، ومهما يكن، فإن هذا المطلب مازال مطلبا، ومستبعد أن يتحقق، طالما أن الوزارة مازالت متمسكة بمبدأ الدورة الواحدة.