شككت نقابات التربية الوطنية في كون المهلة المتبقية التي أصبحت تفصلنا عن تاريخ امتحانات البكالوريا كافية لإعداد مواضيع شهادة بحجم البكالوريا، مرجحة احتمال أن يكون لقاء اليوم ''سيناريو'' فقط، وأن الوزير بن بوزيد قد أعطى التعليمات اللازمة لإعداد المواضيع منذ فترة. وفي حالة العكس ترجح المصادر ذاتها أن تدخل الوزارة في سباق مع الزمن لتكون في الموعد بتاريخ السادس جوان المقبل. يأتي هذا في سياق اجتماع يعقده وزير التربية الوطنية أبوبكر بن بوزيد اليوم، مع اللجنة الوطنية لمتابعة البرامج الدراسية ومدراء التربية لمختلف ولايات الوطن، لتحديد عتبة الدروس المتعلقة بامتحان شهادة البكالوريا دورة ,2010 التي لا يفصلنا عنها سوى حوالي عشرة أيام، وهي الفترة التي قالت عنها نقابات التربية إنها غير كافية لتحضير امتحانات لشهادة ذات طابع دولي مثل البكالوريا، مرجحين أن يكون لقاء اليوم مجرد سيناريو للاستهلاك الإعلامي فقط، وأن عتبة الدروس قد حددت من قبل وتم الشروع في أعداد المواضيع منذ أيام. وأجمعت نقابات التربية، التي تحدثنا إليها أمس، على أن الفترة التي أصبحت تفصلنا عن إجراء شهادة البكالوريا في ظل تحديد عتبة الدروس التي تتضمنها الامتحانات اليوم غير كافية لإعداد مواضيع لشهادة بوزن شهادة البكالوريا. وهو ما يثير شكوكا حول احتمال أن تكون الوزارة حددت عتبة البرامج المعتمدة منذ أيام، وأعطت التعليمات اللازمة لمباشرة تحضير الأسئلة. وأوضح في هذا الشأن المكلف بالإعلام على مستوى ''الكنابست''، مسعود بوديبة، أن الفترة المتبقية لإجراء امتحانات البكالوريا غير كافية سواء بالنسبة لعملية إعداد الامتحانات أو بالنسبة للتلاميذ لتحضير أنفسهم للمراجعة. وأكد أنه كان من المفروض على الوزارة الوصية أن تقوم أيضا بتقديم تاريخ تحديد عتبة الدروس بعد قيامها بتقديم تاريخ إجراء امتحان البكالوريا في 6 جوان عوض 13 جوان، مثلما كان مقررا. وأضاف المتحدث أن الاحتمال الذي يفسر الوضع هو أن الوزارة قد فصلت في الملف منذ أيام، وأعطت التعليمات اللازمة لمباشرة إعداد الأسئلة. وأشار المتحدث إلى أن الميدان يؤكد أن مستوى إنجاز البرامج التربوية لن يتعدى 75 بالمائة، حيث لم تتمكن أغلبية المؤسسات من تعويض الدروس المتأخرة كلها، خاصة بالنسبة للأقسام العلمية، مضيفا أنه من المستحيل إكمال البرنامج بنسبة 100 بالمائة مثلما أشار إليه الوزير. وهو نفس ما أكده رئيس نقابة ''السنابست''، مزيان مريان، الذي أورد احتمالين في هذا الشأن. الأول يتعلق بكون الوزارة فصلت في القضية من قبل وحددت عتبة الدروس الخاصة بالامتحانات وشرعت في إعدادها، وهو ما يعني أن لقاء اليوم مجرد سيناريو إعلامي فقط، والثاني مفاده أن الوزارة ستكون في سباق مع الزمن ابتداء من اليوم لإعداد مواضيع امتحانات البكالوريا. هذا ومن المنتظر أن يعرض اليوم مدراء التربية ل 48 ولاية عبر الوطن تقاريرهم الخاصة بسير الدروس المتعلقة بالسنة الثالثة ثانوي، أمام وزير التربية الوطنية أبوبكر بن بوزيد، بهدف تحديد عتبة الدروس المعنية بالامتحانات، وإلغاء الدروس التي لم تتمكن بعض الثانويات استدراكها بسبب الإضرابات الأخيرة التي عرفها القطاع في الأشهر الماضية. وسيخرج اللقاء بخريطة طريق سيعتمدها الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات لإنجاز مواضيع امتحانات البكالوريا. وينتظر أن يحضر اللقاء المقرر إجراؤه بمقر الوزارة الوصية ممثلون عن الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، المعني بإعداد المواضيع، إضافة إلى ممثلي جمعيات أولياء التلاميذ. يذكر أن بن بوزيد كان قد أكد في تصريحات سابقة أن مترشحي البكالوريا لدورة جوان 2010 لن يمتحنوا إلا في المواضيع المدروسة في الأقسام، حيث سترفع اللجنة الوطنية لتقييم الدروس نتائجها من أجل تحديد عتبة الدروس المعنية.