كشفت مصادر وصفت بالعليمة أن مختار بلمختار، المكنى »الأعور«، أمير منطقة الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد دخل في مفاوضات سرية مع السلطات الاسبانية عبر وسطاء لم يتم الكشف عن طبيعتهم أو جنسياتهم، وهذا لتحرير الرهينتين الاسبانيين المحتجزتين لدى التنظيم الإرهابي، وأضافت بأن التنظيم اشترط لإطلاق سراح الرهينتين زيادة عن فدية مالية معتبرة، إطلاق سراح عدد من أتباعه الموقوفين لدى السلطات الموريتانية. دخل أمير منطقة الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، مختار بلمختار، المكنى الأعور، في مفاوضات سرية مع السلطات الاسبانية، وهذا عبر وسطاء، لم يتم الكشف عن هوياتهم أو جنسياتهم، وهذا من أجل إطلاق سراح الرهينتين الاسبانيتين اللتان يحتجزهما التنظيم الإرهابي، ولم تتسرب معلومات دقيقة حول تفاصيل عمليات التفاوض، إذا تؤكد مصادر وصفت بالعليمة بان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، يكون قد اشترط فضلا عن الفدية المالية المعتبرة، ضرورة أن تمارس مدريد ضغوطات من أجل تلبية نواكشوط شرط آخر يتمثل في إطلاق سراح عدد من الإرهابيين الموقوفين بموريتانيا والذين يوصفون بالخطرين جدا. وتحتجز جماعة مختار بلمختار شخصين يحملان الجنسية الاسبانية يشتغلون في منظمة ذات طابع إنساني تم اختطافهما بموريتانيا في 29 نوفمبر الماضي، ويتعلق الأمر بكل من ألبير فيلالتا، وروك باسكوال، علما أن جماعة بلمختار كانت قد اشترطت في البداية الحصول على فدية مالية معتبرة لإخلاء سبيل الرهينتين، وهو ما قبلت مدريد بمناقشته، قبل أن يضيف التنظيم الإرهابي شرطا أخرا يبدو تعجيزيا حسب العارفين بهذا الملف. وتشير مصادر عليمة بان السلطات الاسبانية وعلى أعلى مستوى متخوفة وبشكل جدي من المصير الذي قد يلقاه الرهينتين الاسبانيين، علما أن وزير الخارجية الاسباني موراتينونس قام الأحد الماضي بزيارة إلى موريتانيا دامت بضعة ساعات، والتقى رئيس الدبلوماسية الاسباني بالرئيس الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز، ولم تتسرب معلومات كثيرة حول فحوى اللقاء، وإن كانت بعض المصادر القريبة من الملف تؤكد بان المحادثات تركزت بشكل خاص حول وضعية الرهينتين الاسبانيتين، مع العلم أيضا أن الحكومة الاسبانية لا تزال تتحفظ عن الخوض في قضية الرهينتين، وتتوخى السرية والحذر مخافة من أن تفشل عملية التفاوض مع التنظيم الإرهابي. وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الذي يحتجز لحد الآن، فضلا عن الاسبانيين سائح إيطالي وآخر فرنسي يسمى ميشال جيرمانو، البالغ من العمر 78 سنة والذي اختطف في 19 أفريل الفارط بالنيجر رفقة سائقه الجزائري الذي أطلق سراحه فيما بعد، قد أخلى سبيل اسباني ورعية إيطالية من أصل بوركينابي وكان ذلك في شهر مارس الماضي. ويبدو أن قضية الرعية الفرنسي بيار كامات الذي أخلت مالي سبيله تلبية لشروط تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والتي تمثلت في إطلاق سراح أربعة عناصر إرهابية، وهذا بعد ضغوطات مارستها باريس على باماكو عن طريق إيفاد وزير خارجيتها برنار كوشنير، لا تزال تلقي بظلالها على عمليات اختطاف الرعايا الغربيين بمنطقة الساحل الصحراوي، فموريتاني التي احتجت بقوة على مالي، ودخلت في أزمة دبلوماسية معها بسبب قضية كامات قد تجد نفسها مجبرة على تبني نفس السلوك والرضوخ لمطالب أو ضغوطات مدريد التي مثلها مثل فرنسا ما يهمها بالدرجة الأولى هو ضمان حياة رعاياه سواء بتحرير إرهابيين خطيرين أو دفع المال لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي كما فعلت فرنسيا واسبانيا وايطاليا وكل الدول الغربية التي يحتجز رعاياها رهائن لدى التنظيم الإرهابي.